استخدمت بالإستخبارات الغربية قناة الجزيرة في الحرب على العرب في " مرحلتها الأولى " وكانت تحت عنوان ( اسقاط هيبة أولياء الأمر ) وفعلاً ابدعت وتفننت بالبرامج ، واستطلاعات الرأي ، والحوارات المُعدة عبر هيئة البي بي سي التي تقع تحت ادارة الإستخبارات البريطانية وتم تنفيذها بواسطة مذيعين تم منحهم الجنسية البريطانية او الاقامة الدائمة بالمملكة المتحدة ليكونوا في مأمن من اي عقوبات او محاكمات . وتم انفاذ تلك المرحلة بدقة حتى اصبح التندر على الحاكم العربي صاحب الهيبة والطاعة والوقار أمر صحي ، والإستهزاء به امر مضحك ، ثم اصبح اظهاره كاريكاتورياً امراً حضاري ، ثم اصبح النيل منه حرية مكفولة حتى سقطت هيبته في كل الدول العربية . وقد ثار بعض الشرر من ذلك حتى وصل لبلاد الحرمين التي كانت هي الهدف الأول ، لكنها سارعت بقيادتها الى الوقوف ضد تلك المرحلة ، وتحصين شعبها ، وزيادة الحرص على سد الثغرات ، وحاولت علاجها بطريقة تحفظ البلاد ولا تزيد استعداء الانجليز . حتى اعتقد الإنجليز انهم فتحوا ثغرةً صغيرة في الجدار السعودي وانها ستكون نواةً لفتح ثغرة اكبر بالمرحلة القادمة وانصرفوا لقطف الثمار في تونس وسوريا وليبيا .وكانت بتلك المرحلة تبث قناة الجزيرة من حضن العاصمة لندن لزيادة القوة والحصانة بعد ان تم تسخير كافة امكانيات البي بي سي لها . وكانت تتحرش على ايتحياء بالسعودية مرة من باب الدين واخرى الحريات وثالثة الاقتصاد ورابعة محاولة الاستحواذ على الدويلات الخليجية ...الخثم جاءت ( المرحلة الثانية ) وهي انتقال الجزيرة من مرحلة انتقاص الحاكم الى مرحلة ( الخروج عليه ) وفي هذه المرحلة نقل الانجليز قناة الجزيرة من لندن الى الدوحة بعد ان ضمنوا لها الحماية الكاملة .وحدث ذلك بكل نجاح وسلاسة ايضاً في الدول العربية التي كانت تغط بالسبات والتناحر والبعد عن الاسلام . هذه مرحلة سبقتها خطط استخباراتية ( نفسية واعلامية ) تزعمها احد علماء ( علم الإجرام ) الغربيين وهو محاضر في مادة الإعلام ومعروف لدى الأوساط الأكاديمية والإعلامية واعتمد في هذه المرحلة عل نظريات عالم الإجرام الأوروبي الشهير تشيزري لومبروزو وهو ضابط واستاذ طب شرعي المتوفى 1909م الذي استقى منه الإعلام البريطاني الخارجي ) نظرياته للتأثير على سلوكيات الشعوب في ( الإثارة والتأليب ) . وقد تم تطبيقها بالربيع العربي بنجاح ، وكذلك في نظريات ( التخدير ، والتثبيط ) وتم تطبيقها في الهند والعراق بنجاح ايضاً ، وايضاً في نظرية ( الإنهزامية والإستسلام ) وتم تطبيقها في في مصر ونجحت بقوة في بدايتها واسقطت الأمن الداخلي والوزارات وازاحت الرئيس واشاعت الفوضى والحرق والنهب حتى تدخلت السعودية وسندت المصريين وافشلوا المخطط وتم اعادة النظام السابق بشخص الرئيس الجديد . ومن ابرز النظريات التي يستقي الاعلام الانجليزي منها سلوكياته الإعلامية الخارجية نظرية ( الشعب المجرم ) والتي تحولت فيما بعد الى نظرية ( الرجل المجرم ) لعالم الإجرام لومبروزو .هذه النظريات اصبحت نماذج منهجية وتم ادخال تعديلات حديثة عليها باستمرار وفق ما يتناسب مع الشعوب المختلفة التي يتم تطبيقها عليها . ونظرية ( الرجل المجرم ) تم استنساخها وتطبيقها انفرادياً بدقة على خصية الخليج سمو امير قطر الشيخ حمد ال ثاني والتي تقول بان الرجل المجرم الذي يستطيع تغيير محيطه من الأخضر الى الأحمر ، ومن النور الى الظلمة يحتاج ان تجتمع به 4 صفات اساسية ( ان يكون ابناً غير شرعي ، وان يمتلك الكراهية المتراكمة على محيطة ، والملامح الحادة والبشعة ، والتمرد على تعاليم الرب ) ونجحت هذه المرحلة ايضاً بشخص خصية الخيج سمو الشيخ حمد والتي انطبقت عليه حرفياً .. تم الخروج بهذه المرحلة على ولاة الأمر بالحجج الواهية من إدعاء العلمانية على هذا ، والعمالة للغرب على ذاك والتهور على آخر ، والفساد على رابع حتى اصبحت الدول العربية بلا قادة ( تونس واليمن وسوريا وليبيا ...الخ )واشتعل القتال وسالت الدماء وتقطعت الأرحام ، وقُتل بعضهم ، وهرب البعض ، وسجن الآخر وكادت شرارة تلك المرحلة ان تنقل الى السعودية الا ان حكامها وعلماؤها كانوا بالمرصاد مرة اخرى . واليوم جاءت ( المرحلة الثالثة ) وتم تفصيلها وقياسها لتكون مناسبة لتلك الدولة التي لم تسقط بالمرحلتين ( 1 ، 2 ) وهي الدولة السعوديةوتم حبك العُقَد ، وتفصيل المقاسات ، وتحديد الزوايا والألوان لتتناسب مع هذه الدولة العصية على المراحل السابقة الا وهي السعودية . المرحلة (3) وجاءت بعد انقطاع الأمل بان ينقلب الشعب السعودي على آل سعود ، او ان يحاولوا تشكيك الشعب بتلك الأًُسرة او ان يحاولوا اقناع الشعب بان تفكيك السعودية الى دويلات هو افضل لهم من واقعهم اليوم بدولة كبيرة . فتم نقل الضخ الإعلامي من ( شحن الشعب ) الى شحن الدول الغربية .ومن تهييج الإعلام العربي الباهت الى تهييج الاعلام الأجنبي .ومن استحلاب واستقراء تصريحات المسؤلين العرب ، الى استحلاب واستقراء المسؤلين الغربيين . ومن شراء الصحف والقنوات والاقلام العربية ، الى شراء المقالات والكُتاب الغربيين وصحفهم وزوايا في قنواتهم .ومن شحن الاحزاب العربية وبرلماناتها الى شحن روؤساء الدول والمنظمات الدولية ضد السعودية . ومن تهييج الشعب لعمل مظاهرات وشغب الى تهييج الغرب على فرض عقوبات على السعودية .ومن توجيه النداء للسعوديين بانهم حماة مكة والمدينة واهل التوحيد الى التشكيك في انتمائهم الديني والمطالبة بتدويل مكة وابعادهم عنها . يبقى على السعوديين ان يستمروا بمنهجهم ليستمر الغرب بفشله .ومثلما اغلق السعوديون كل الثغرات مع محيطهم العربي والإقليمي فعليهم ان يستعدوا لإغلاق كل ثغرة سوف يتم فتحها عليهم من المجتمع الغربي الحذر والقوي والعارف لما يريد وما مشكلة التصريحات الألمانية ثم الكندية ثم الفرنسية ثم الانجليزية فالأمريكية الا بداية اعاصير المرحلة الثالثة . #عبدالكريم_المهنا