لو تخيلنا (لا قدر الله) ان حال السعودية اليوم هو واقع حال الدول العربية ، والعكس صحيحاً بحيث يكون حال الدول العربية هو نفس واقع السعودية اليوم . وبذلك ستكون السعودية ( قد هدمها الربيع العربي واعادها الى نقطة الصفر ) . وان حال الشعب السعودي اليوم هو حال شعوب المنطقة ( ذل وفقر وخوف ومرض وتشاحن وتقاتل بينهم ) .وأن حال الطفل السعودي اليوم هو حال أطفال العرب ( منتهك ، ومستغل بالعمل والقتال والجنس والمخدرات ) . وان حال آل سعود اليوم كحال حكام العرب ( جزارين ، غلاظ القلوب ، منبطحين للعدو ، يُقَدمون الوطن للأعداء مقابل البقاء على الكرسي ، ويقتلون من يعارضهم بالكيماوي ، ويُقدمون الأجنبي والغربي على جلدتهم ) . وان حال المرأة السعودية اليوم كحال المرأة العربية ( هلك والدها ، وهاجر ولدها ، واعتُقل الزوج ، وتحرش الجندي ، واغتصب المذهبي ، وبِيّع الشرف ) .ولوتخيلنا ان الجيش السعودي اليوم حاله كحال جيوش العرب ( يتم التعيين على مذهبك واسمك ومقدار رشوتك ، ولا عتاد ولا طائرات ولا بوارج ولا ليزر ، ولا عُدة ولا تدريب ولا هدف ، ولا اختراعات ولا ابتكارات ولا انتصارات ) . وان القبائل السعودية قد عادت للإقتتال والتناحر والسرقات والغزو والثارات . وان حال السواد الأعظم من السعوديين قد تم توزيعهم على ملاجيء ومُخيمات كبيرة تشرف عليها الأُمم المتحدة ، احدها يضم نصف مليون سعودي تشرف عليهم دولة الجمهورية العربية اليمنية ، والمخيم الثاني تشرف عليه دولة العراق ويضم اكثر من مليون لآجيّء سعودي ، والمخيم الثالث تشرف عليه المملكة الأردنية الهاشمية ويضم اكثر من سبعمائة الف سعودي . تضم الخيمة الواحدة ثلاث عوائل ، ويقوم أهل الخير من لبنان والسودان والجزائر وموريتانيا بزياراتهم وتوزيع البطاطين وعُلب الحليب المجفف .واذا حل الشتاء جاء من يتبرع لهم ببعض المدافيء والحقائب المدرسية ، وتقف النساء والبنات عل وعسى احد من اهل الخير التونسيين او السوريين ان يُعجب بها فيتزوجها ولو فترة بسيطة لتخرج من هذه المخيمات ، ولوتخيلنا ان هذا حدث فعلاً وان السعودي يعيش اليوم تلك الحال القذرة . واكملنا خيالنا وتخيلنا ان جميع الدول والدويلات العربية تعيش كحال السعودية الواقعي اليوم بأمن وامان وقوة وريادة ورغد عيش . ماذا كان العرب سيفعلون لنا ...؟! هل كانوا سيرسلون المساعدات ، والشاحنات ، والمليارات ، والأطباء كما نفعل اليوم لهم ...؟! وسيرسلون وزراء خارجياتهم للدول الأُخرى لتحذيرهم من العبث بنا ، وسيكتبون بصحفهم ان اخوانهم السعوديون يمرون بمرحلة حرجة يحتاج الى الوقوف معهم فيها ، وان السعوديين احفاد رسول الله واحفاد اصحابه ، واصل العرب وجمجمتهم ، وان تاريخ السعوديون ناصعاً لا يمكن تجاهله ...؟! وقنواتهم الفضائية كيف ستتحدث عنا ...؟! هل ستكون كحال قنواتنا اليوم تذود عن ليبيا وعن السوريين والجزائريين والتونسيين واليمنيين وغيرهم ام انهم سيسلقوننا بألسنةٍ حداد ، ويحملون علينا بجهلائهم وكلابهم في كل قلم ومقال ..!ام انهم سيقولون اننا مجرد بدوٍ متخلفين اضعنا انفسنا ووطننا واموالنا بلا هدف ، وان الامريكان قد اكلونا لحماً ورمونا عظماً . وانهم طالما نصحونا ولكننا كنا حشرات لا تعي ولا تفهم ...؟!ف ديننا ومذهبنا غير متلائمين والعصر الحديث ...؟! وهل كانوا سيرسلون جيوشهم لتحمي حدودنا حتى تتعافي دولتنا ، ام ان كل جار منهم سيقتطع جزءً منا ارضنا ويلتهمها ، وسينهبون بترولنا ، ويُغذون قبائلنا لتتطاحن بالسلاح وتخلوا لهم الموانيء وحقول النفط . الجواب لا يحتاج لمعادلة رياضية ، ولا لدراسات مطولة ؛ لو علم الله فيهم خيراً لهداهم ) من لم يهتدي لنفسه ولجماعته ويحفظ وطنه ويطع ولاة امره فلا خير فيه لنفسه ومن باب أولى لا خير فيه لغيره . فيالتأكيد لن ينفعنا احد منهم ان سقطت رايتنا بأي حال ، ولن يطعمنا ان جعنا ولن يكف عنا يده ولا لسانه ولا كلابه .من هذا الخيال نخلص الى ان نقول نحن السعوديون لن يحك جلودنا الا اظافرنا ولن يحمي وطننا ومحارمنا ومقدساتنا الا سواعدنا والتوكل على الله .ولن يحفظ لحمتنا وقوتنا وامننا واموالنا الا ولاة امرنا الحازمين العازمين وجيشنا . من يغرر بهم ويتم شراء ما تبقى من ذممهم المتهالكة من ( تيوس الدعوة ) سواء من له (قرون) او من بلغ ارذل ( العمر ) ، او من ذهب ولا نرجو له ( العودة ) ، او غيرهم هؤلاء يجب ان يكونوا لنا ولأجيالنا عبرة وعظة في الخيانة والإفلاس؛ باعوا السعوديّة واشتروا مقابلها ان تظهر صورهم بالاعلام وان يقبضوا الرياض القطري ، وباعوا امتهم السعودية واشتروا الأعاجم من فرس وترك ، وباعوا ملوك زمانهم ( آل سعود ) واشتروا أنصاف الخُناث من آل ثاني . فلنستمر في حياتنا على ركعة وسجدة ، وتعليم وابتكار ، ودعوة صلاح وتربية لجيل قادم ، وطاعة لله ورسولة واولي الأمر منا حتى نعانق بوطننا ما نستطيع من القمم فنحن احفاد من نزلت عليه الفاتحة ، واحفاد من حفظوها وعملوا بها #عبدالكريم_المهنا