اهتمت دولتنا الرشيدة منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه إلى يومنا هذا بتعليم المواطن وتأهيله لخدمة الوطن في كل المجالات ونتج عن ذلك الاهتمام والدعم المتواصلين تنمية وطنية عظيمة في كل مجالات الحياة التي وصلت إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي في مجال التعليم العام في كل مراحله وساهمت بالإعارة إلى كثير من الدول العربية والإسلامية كما احرزت تقدما كبيرا في المجالات الأخرى مثل الطب والهندسة وكافة العلوم الانسانية والعلمية والمهنية. ما زالت تلك الخطوات المباركة تنمو يوما بعد يوم حتى أصبح التعليم العالي في جميع مناطق المملكة بل حازت بعض المناطق على أكثر من جامعة مع استمرار الابتعاث إلى الخارج وكل ذلك بفضل الله ثم بفضل جهود دولتنا الرشيدة في استثمار الموارد البشرية وصناعتهم لقيادة الوطن في كل المجالات . كل هذه الجهود المباركة المصحوبة بجهود الأسرة تصاحب المواطن السعودي منذ نعومة أظفاره حتى تخرجه في الجامعة حاملا حلمه في خدمة وطنه معلنا انتهاء الجولة الاولى من تلك الجهود التي تمد الوطن بآلاف الخريجين سنويا ينطلقون إلى الميدان العملي بقطاعيه العام والخاص ومن هنا تبدأ جولة ثانية تتمخض عن مأساة مؤلمة وعاصفة محرقة لجهود الدولة والأسرة وقاتلة للآمال والطموح أحاطت الميدان العملي بألغام ناسفة تنافس في صناعتها وغرسها أمام الكوادر الوطنية رجال منّ الله عليهم بالوصول إلى كراسي السلطة لخدمة الوطن والعمل على تحقيق هدف الدولة في استثمار الموارد البشرية التي أهلتهم بمليارات الريالات . أزبد صاحب المعالي وأرعد وفرش الأرض وردا وأوعد ولم يعد وكأنه يقول : (أن لا يدخلنها اليوم عليكم مسكين )وخلف الأبواب وضع الشروط تلو الشروط وخلق العناوين الرنانة التي وقفت سدا منيعا تتحطم على سوره كل آمال الوطن وأفراده ففي مجال التعليم آلآف العاطلين في مختلف التخصصات وقد مضى على بعضهم عشرات السنين بسبب التعنت الزائف والشروط العائقة التي ولدت بعد تأهيله للعمل فأحرقت الأمل ونسفت الجهود وخلقت التحايل بايجاد طرق ملتوية لاتضمن الحقوق المالية او الخدمية مثل بند (105) او التعاقد وآخرها التعاون مقابل شهادة خبرة فقط ؛أما المجالات الأخرى والتي يظهر الاحتياج اليها أكثر من التعليم فهي اسوأ حظا من سابقتها فكم عاطل في المجال الصحي والهندسي حتى الأقسام التي ولدت قريبا لم تنل نصيبا من أصحاب المعالي المعنيين بذلك. صاحب المعالي هل تعلم ان أموالًا وطاقات بشرية أهدرت وساهمت بشكل فعال في زيادة مؤشر البطالة المؤهلة لخدمة وطنهم ؟ وهل تعلم أن منهم من يحمل نفس مؤهلاتك العلمية ، بل وأرفع منها ؛ولدية القدرة أفضل بمراحل ؛ ومن أي اجنبي يجلس في مكان أحق به ابن الوطن الذي جعلته شروطكم المستحيلة حتى عليكم أن يعمل بثمن بخس وعلى فترتين ، مهمش لاوجود له الا اسمه الذي اشترته الشركة لرفع رصيدها في نسبة السعودة أما شهادته فقد حولها معاليكم إلى سهم حارق يخترقه واسرته يوميا . واخيرا ياصاحب المعالي هل يرضيك أن يكون ابنك الجامعي عاطلا ؟ هل فكر معاليكم في أسرة العاطل التي بذلت الغالي والنفيس في تعليم ابنها ؟ هل فكرت في سمعة الوطن الذي يحتل المركز الأول في النفط ؟ هل وهل وما أكثرها يامعالي الوزير !!! كم متعاقد بشهادة قد تكون مزورة تخطته شروطكم بل دعمه معاليكم بمميزات أخرى سواء في القطاع العام أو القطاع الخاص حتى شملت البطالة الأطباء والمهندسين والشهادات العليا. سيأتي اليوم الذي ستخرج فيه دونما كلمة ثناء تخلد معاليكم ، وقد كان ولا يزال التخبط في القرارات يتوالى ، ومن ثم الفشل في جدواها وفاعليتها ، ولم تحقق ما تهدف إليه دولتنا الرشيدة في عهد الحزم والعزم الذي يؤمن بالنتائج التي لم تجد مكانا في سجلكم الحافل بالشعارات الرنانة سنحتفل يوما بإعفائك ، فهم حفظهم الله المسؤولون عنا بعد الله ولن يسمحوا لك أو لغيرك بالعبث في أغلى مكتسبات الدولة.