نعاني منذ سنوات من البطالة.. ومجلس الشورى منذ تأسيسه وهو يعقد الجلسة تلو الجلسة.. فهل بعد هذه المعاناة من البطالة ومشكلاتها.. وهذه السنوات من عمر مجلس الشورى يكون علاج البطالة.. أن يُعطى كل عاطل عن العمل ألف ريال إلى أن يجد له عملاً؟ ويوافق على الاقتراح 105 أعضاء، ويعارضه 23عضوًا، ثم يرفع إلى لجنة الموارد البشرية؟! في الجانب الآخر لنتذكر ما هي البطالة الحقيقية؟ إنها تعنى أن الذي يعاني من البطالة لا يجد ما يصرفه على نفسه، ومَن يعولهم مع وجود الشهادة والخبرة. أمّا في مجتمعنا فمعظم مَن يعانون من البطالة لدى الواحد منهم سيارة لا تقل عن 70 ألف ريال، دون ما يضيف لها من زينة، وفي يده مصروف نقدي أو بطاقة صراف، وجهاز هاتف، وطوال ليله إمّا في مطعم وجبات سريعة، أو في مقهى، ثم يزعج الناس بسيارته تلك... إلخ. والسؤال هنا: أليس مثل هذا المقترح (إعطاء ألف ريال لكل عاطل عن العمل) يرسّخ في أذهان الشباب أن الحكومة يجب أن تعمل كل شيء، وتعطي كل شيء، وتجعل شبابنا ينتظر العطاء دون أن يعطي ويحترف؟ ثم لماذا نثقل كاهل الميزانية، حتّى لو كان لدينا ثروة بترولية كبيرة، ودخل اقتصادي ضخم، والدولة تعطي بسخاء! إنه بمثل هذا المقترح يضيع الجهد والمال الذي صرف على هؤلاء الشباب، لماذا أسلوبنا فقط هات ما عندك؟ لماذا لا تكون خذ ما عندي بعد أن أعطيت ما عندك؟! هل نسينا أن البترول سينضب في يوم من الأيام؟ هل نسينا أن الشرق والغرب يفكران في الطاقة البديلة؟ وهل نسينا أنه “خذ من التل يختل”! وأن هناك أوقات أزمات وحاجة ملحّة. إن هذا الاقتراح سوف يساهم -دون شك- في زيادة البطالة والاتّكال على الدولة، ويضع جهد وفكر وطموح الشباب! وسيقع الكثير من التزوير في المعلومات للحصول على هذا المبلغ. وأقرب دليل على ذلك ما حصل في كارثة سيول شرق محافظة جدة من أجل الحصول على السكن، والإعاشة، وصيانة المنازل، ومليون الشهيد!! • لماذا لم يكن المقترح أن يوجّه الأبناء، ويعرفوا قيمة العمل والعطاء، ويتركوا التعالي على المهن، وينسوا قضية “أنا ولد فلان، أو من القبيلة، أو الاسرة الفلانية”! وأن يكون ذلك ضمن حملة وطنية تدرسه دراسة جيدة، وتنفذ جيدًا ما يقترح كذلك مجلس الشورى، ويباركه خادم الحرمين الشريفين. • لماذا لم يكن الاقتراح فتح المشاريع الاقتصادية والمهنية على أرض الواقع.. وليس في الإعلام أو على ورق، وجعل الشباب أصحاب هذه المشاريع، أو يشاركون فيها مشاركة فاعلة؟ • لماذا لم يكن المقترح أن يوجّه الأبناء إلى القوات المسلحة، كل فيما يناسبه بعد المقابلة الشخصية؟ يخدمون العلَم، أو يشكّلون جيشًا رديفًا للجيش النظامي، ويكون بذلك لدينا جيش شعبي لحماية هذا الوطن، وحتى نطبق على الواقع مقولة خادم الحرمين الشريفين (في هذا العالم لا يحترم إلاّ القوي)، وحتى نذود عن بلادنا كما فعل أبطالنا أبناء القوات المسلحة، شباب هذه البلاد في الحد الجنوبي؟ لماذا لا يكون ذلك رحمة بالبلاد والعباد، وخاصة الشباب منهم، فهم يعانون الآن فلنساعدهم حتى لو كانوا شركاء في إيجاد هذه البطالة؟ والله المستعان . [email protected] فاكس : 6292368 / 02