لم يكن غضب الجمهور بسبب الخسارة بخمسة فقط فكل منتخب مهما كان تاريخه معرض للخسارة لكن الغضب الحقيقي بسبب المستوى الهزيل الذي ظهر به اللاعبون، فالمتابع للكرة السعودية يدرك جيدًا الوضع العام لمنتخبنا الوطني ومرحلة التدهور الذي بدأ منذ أن رحل عنه (مارفيك) المدرب السابق للمنتخب ، فقد كان يسير بخطى واثقة أثناء التصفيات، وتأهل بمستوى مرضي للجمهور الطموح . وجاء المدرب الجديد بتشكيلته الباهتة الخالية من فاعلية الهجوم وافتقادها إلى صانعي الألعاب في الميدان وكان اختيار عناصر المنتخب كيفما اتفق، وكأن المدرب لم يكن متابعا للدوري السعودي بالصورة التي تؤهله لاختيار عناصر فاعلة فمعظم اللاعبين الذين اختارهم لخوض مباريات كأس العالم كانوا على دكة الاحتياط في فرقهم ، وعند اختيار القائمة الرئيسة استغنى عن عناصر مهمة ربما كانوا أفضل ممن بقي في التشكيلة . وللأسف لم يشفع للاعبين تسديد ديون ثلاث سنوات، ولم ينفع معهم البرنامج الإعدادي الذي لعبوا فيه مع كبار المنتخبات الأمريكية والأوروبية لكسر حاجز الرهبة والخوف، وللأسف أيضا جاءت التشكيلة سيئة للغاية ، وزاد الطين بلة الفرقة التي لعبت مباراة الافتتاح لكاس العالم في موسكو حيث كان المنتخب في أسوأ حالاته بسبب التشكيل الأسوأ في مسيرة المنتخب السعودي،فظهر الحارس بكرش ولم يستطع متابعة الكرات العالية، وهو أحد أهم أسباب الخسارة الثقيلة التي مني بها المنتخب.، على الرغم من وجود من هو أفضل منه في دكة الاحتياط ، وبقية اللاعبين كانوا في برنامج الإعداد أفضل حالا من مباراة الإفتتاح وظهر كأنهم يؤدون أداءً لتزجية الوقت بلا مبالاة، ولا همة ولا طموح ولا شعور بالمسؤلية ، وإن اتفقنا مع رئيس هيئة الرياضة بأن هذا مستواهم الحقيقي وأنه يتحمل مسؤلية الخسارة أمام ولي العهد والجمهور الرياضي . فإننا فوق تحمله مسؤولية الخسارة نحمله مسؤلية اختيار اللاعبين بهذا المستوى المتهالك الذي مسح بالكرة السعودية شوارع موسكو، وشمت فيهم الأعداء ، وأعطى المرتزقة فرصة للنيل من الأخضر بطل القارة الآسيوية ثلاث مرات والمتأهل إلى الكاس العالمية خمس مرات ، ولعل اعتراف رئيس هيئة الرياضة بالفشل هو بداية الطريق الصحيح نحو تحقيق النجاح، وسننتظر ما تسفر عنه الأيام القادمة.