مساءات جميلة و القمر يحوينا بنوره الرائع عندما كنا أنا وانتِ طفلتين تحملان روعة البراءة في عينيهما ، نهارات رائعة وليال أروع قضيناها معاً على أرض أحلامنا الوردية لبراءة الطفولة وصفاء المودة التي لا زالت في مهدها ، وبينما كانت أصابع أقدامنا الحافية تراقص حبيبات الرمال المخملية، کانت أناملنا تتشبث ببعضها . والنسيم العليل يداعب ضفائرنا بخجل ، وكنا نجري ونحسب أنن نسابق الرياح بأحلامنا الجميلة.لازلت أذكر رنين ضحكاتنا الطفولية التي نطلقها بعد كل موقف مشاغب نصنعه لمن حولنا بمكر الطفولة ، أتذكرين صديقتي ذلك المساء الشقي حين تلطخت ايدينا بسواد الفحم وما كتبناه من خربشات طفولية على ذلك الجدار المسكين الذي أثقل كاهله ما كتبنا ، ورغم ضربنا ما اعترفنا، كانت ليالِ حلوة عابقة رسمنا فيها اجمل أحلام عمرنا.عندما لم نكن نعرف من الحياة إلا اسمها. وبالرغم من أن كل شيء قد انقضى و اندثر ، وأصبح أطلالًا تقف الذاكرة عليها بين الحين والآخر ورغم أنها ليال قد خلت ونورها الرائع قد خَفَت وحتي ظفائرنا قُصَّت ولبسنا الحذاء وطلي ذلك الجدار المسكين ، وطارت الرياح بالرمال التي كانت تدغدغ أقدامنا الا ان حبنا قد ترعرع بعد ان كان في مهده وبقي شاهدا على صداقتنا وأصبح قويًّا شامخا كالطود لا تهدمه عواصف الأيام ابداً.