معظم المخلوقات الحية لا تعيش في المستنقعات سوى المخلوقات الطفيلية التي طبيعتها العيش على مخلوق اخر وتستمر مسيرتها الحياتية على هذا المنوال . السؤال الذي يطرح نفسه هو حل نحن البشر يوجد بيننا مستنقعات و كائنات طفيلية تتغذى على كائنات أخرى غير التي ألفْناها، هل تحولت القلوب التي جففت اقلام العصور وهي تنسق أجمل قافية وصفا في بعضٍ من الكم الهائل من المشاعر و الاحاسيس المنبثقة من هذه العضلة البسيطة التي يقدر حجمها بحجم الكف ، الذي سهر لأجله عشاقٌ ،وتعذب بسببه مشتاق وقُهر له رجل وانجرحت منه امرأة . مع التطور العمراني ومظاهر العولمة الكاسحة والتمدن ؛ تحول اكثر من سبعة مليار نسمة من العيش على هذا الكوكب الهائل إلى قريةٍ صغيرة عبر شبكة عنكبوتية وتطبيقات اجتماعية ، هل هذه العضلة التي تُعَدُّ سفيرة المشاعر على مستوى العالم بمختلف الأجيال والعصور أصبحت تُكال بنفس المكيال أم أن قواعد اللعبة قد اختلفت ، هل مازال الرمز الذي يمثل قلبين ملتصقين هو الطابع البريدي على برقية العاشقين . لا اعتقد ذلك تماما ، فالملحوظ مع الاسف في وسط المجتمعات المعاصرة هو استرخاص لجوهرة ومزايدة علنية بخصة الثمن لكنز ثمين ، فمع الاسف أصبح الحب اسمًا رخيصًا يُتَاجَرُ به لإشباع غرائز ومنافع مادية ، اكتسى هذا الكيان الجليل بلباس الغدر والخيانة أو بلفظ منمق تسلية مراهقين ، ورغم ذلك ليس المراهقون وحدهم هم المتقمصين بدور البطل في دراما الغرام ؛ بل و بسبب بيئتنا الصحراوية فنحن نخلف أجيالاً تورث الجفاء والغلظة في الاجيال التي تليها ،ومع الأسف سبَّب لنا فجوة عميقة جدًا بين الأجيال، وكذلك الجفاف العاطفي في قلوب المجتمع وبكثرة في قلوب الشباب. ومع انتشار تطبيقات التواصل الاجتماعي التي تزيد كل يوم عن اليوم الذي قبله ، أصبحت ملجأً للاهثين من عطش الجفاف واصبحت مستنقعا يرتوي منه المخلوق الطفيلي ليعيش على غيرة ويستمد منهم قوت عشقه ومؤونة غرامة ، ويكمل مسيرة حياة متوهمًا أنه مازال على قيد الهيام. هل يقارن الثرى بالثريا وعنتر بأسير الشوق ام عبلة بدلوعة حنونة وقيس بأمير الغرام ام ليلى بهيمانة جادة . شتان بمن يعد الليالي ليلةً بعد ليلةٍ وبمن يسابق الليالي سهرةً بعد سهرةٍ باحثا عن مستنقع نتن ليستمد منه طاقته الغرامية الواهية، اعتذر كثيرا من ذكر هذه الالقاب السوقية ولكن هذا هو الوقع ويجب ان تكال الكفتين امام الجميع . لست ضد الحب والمشاعر الجياشة في الحب ، رأيي ابدا ضد ذلك تماما فكل المقصد هو ان كل شخص يحترم قلبة ولا يرخصه ولا يصبح دلوًا ملوثا غير قابل حتى للاستعمال البهيمي من كثر امتلائه بمياه المستنقعات الملوثة ، حتى ان الشريعة الاسلامية تحث على الحب النقي الطاهر والربط الاسري السوي ، وعلى اثر ذلك نتذكر حب ابنة النبي الطاهرة العفيفة زينب لحب ابن خالتها وايضا حديث سيدي المصطفى صلى الله عليه وسلم ((ما للمتحابين الا الزواج )). ختاما؛ اختر الشخص المناسب للمكان المناسب ولا ترمِ بدلو الذهب في مستنقعات الهوى والزيف، وقدر قلبك ومشاعرك واختر شريك حياتك بعناية ودقة عالية جدا فهو سيشغل 90٪ من سعادتك أو تعاستك كما أوصى بها جاكسون براون ابنه، والبس المجتمع ما يناسبه ويتوافق مع مبادئك لتعش مرتاح الضمير هادئ البال .