المهنة والوظيفة والرسالة ، تختلف عن الأخرى وفي وقتنا الحاضر صارت الرسالة عملة نادرة ومندثرة إلا ماشاء الله ،وأصبحت الوظيفة هي متصدرة المشهد في وقتنا الحاضر ؛ ولم نعد نرى أثر للرسالة إلا فيما ندر ،في وقتنا الحاضر نشاهد صاحب المهنة أوالموظف كل شيء مهيأ له لإنجاز وظيفته ومهنته ...وهذا أمرٌ طبيعي، عدا المعلم ، وسأضرب الأمثلة التالية : الجندي دوره مشهود ولا يصل إليه موظف تحت أي مسمىً ؛ يقدم حياته وصحته دفاعًا عن دينه وطنه ،ويحافظ على أمن مواطن ووطن ويحرس مؤسساته ومنشآته ، لكن هل سمعتم أن جنديًا يشتري سلاحًا ليستخدمه في مهمته الموكلة إليه ، بالطبع لا فهذا يؤمن له ويدرب عليه وليس مطلوبًا منه أن يؤمنه . وكذلك ، الطبيب المخلص الذي يساهم بعد الله في إنقاذ حياة مصاب أومريض ، فهل سمعتم أن طبيبًا يشتري مشرطا أو أدواتٍ طبية لإحراء عملية جراحية لمرضاه فكل أدواته مؤمنة له ، وهذا لا يعني أن ننتقص من دوره بعد الله في إنقاذ حياة مصاب أو مريض أو يخفف من معاناته . و المهندس النزيه الذي يساهم في كشف مشاريع فاشلة التنفيذ ، ومتابعة تنفيذها حسب المواصفات ،فهل نجد أن مهندسًا مدنيًا أومعماريًا أو غير ذلك ؛ يشتري أدوات هندسية تعينه في عمله ، بل مؤمنة له وهذا أمرٌ طبيعي . و أي موظف بأي مرفق ،هل يؤمن ما يحتاجه من أقلام وأوراق وأجهزة حاسب من جيبه الخاص ، ولا يعني أن نبخس موظفًا مخلصًا ونزيهًا من ذكرٍ أو أُنثى حقه ودوره نحو دينه ووطنه وأمته. بالمقابل ؛ المعلم المهني والمربي الذي يجسّد في ممارساته بأنه صاحب رسالة ، هو وحده من يوفر الأدوات التي تعينه على أداء رسالته ، دون أن يمنَّ بها ، والهدايا لأبنائه الطلاب والجوائز التشجيعية والحوافز ، لماذا فقط المعلم ...طبعًا هو من يتخرج على يديه من يسيرون شؤون الوطن والمواطن ...وفي الأخير لا يبحث عن مكاسب ؛ في الوقت عينه لا يجد تحفيزًا معنويًا أو عينيًّا لقاء رسالته الشاقة .