إن الانضباط الوظيفي والالتزام بلوائح العمل الاداري هو أساس نجاح جميع المرافق الحكومية المتعددة لأن المحافظة على الانضباط والالتزام واللوائح والأنظمة الوظيفية يعطي مردوداً إيجابياً وهاماً في الحد من الفساد الاداري ومن جانب آخر فالوظيفة العامة أمانة في عنق كل موظف ومسئولية يجب تحملها بكل إقتدار دون الإخلال بها أو الاساءة اليها. فالموظف يجب أن يرتدي رداء الأمانة والنزاهة والإخلاص يزين ذلك الرداء بياض الضمير الحي فالوظيفة تتقاضى مقابلها راتب شهري وخلافه وهذا الراتب هو مصدر رزقك ومن تعول فينبغي عليك تحري الحلال في المأكل والمشرب والمسكن فعندما تقصر في عملك أو ترتشي أو تختلس فإنك بذلك تدخل الحرام إلى أولادك فهل ترضى الحرام عليهم؟ إذا كنت لا ترضى ذلك فعليك القيام بعملك بكل أمانة ونزاهة وإخلاص فالموظف الأمين والنزيه والمحافظ على عمله إنما هو يخدم نفسه في المقام الأول لأنه يتمسك بشرف المهنة ويعمل بيمين القسم الذي أداه.. فالأمانة مطلوبة إرضاء لله وخدمة للوطن ومنفعة للمجتمع ومحافظة على المصلحة العامة ومن صور الخلل الوظيفي عدم الالتزام التام بالدوام الرسمي والتلاعب بأوقات الدوام الرسمي والتغيب عن الوظيفة بدون عذر مما يترتب عليه تعطل المصالح فكيف بموظف مثلاً يستغل شهر رمضان الكريم بالتغيب عن الوظيفة بحجة الصوم او يمد إجازة العيد حسب ما يحلو له أو يترك عمله ويستغل ذلك للقيام بعمل حر آخر على حساب عمله الوظيفي او يترك الوظيفة على أن يتنازل بجزء من راتبه لمن يغطي عنه غيابه هذه هي الخيانة وإهمال الأمانه والتلاعب بالحق العام لان الموظف الفاسد يفسد مكان عمله ويعطل مصالح الناس فمثلاً المعلم والمسئول عن تعليم وتربية الجيل اذا كان يعمل في منطقة بعيدة عن إدارته فلو قصر في أداء عمله وتهاون في أداء رسالته فمن سيكون الضحية ؟ إنهم الطلاب والذين سيكونون ضحية إهمال وتسيب ذلك المعلم .. إن ذلك المعلم نسي ان الله رقيباً عليه وليست تلك الاداره التي لا تعلم عنه شيء وبالتالي فسوف يتعود الطالب على الاهمال لأن معلمه مهمل وبالتالي يفسد الجيل وهكذا وليس المعلم هو المقصود والمعني بالأمر بل جميع الموظفين فلا بد من مراقبة والله والعمل من أجل مصلحة الوطن والمحافظة على النظام والقانون من أجل القضاء على الفساد الاداري من أجل بناء دولة النظام والقانون.