إنها حكاية شاب في التاسعة عشر من عمره،نشأ في بيئة يمنية ريفية غرب العاصمة صنعاء،وتميز على اقرانه بقدرته على الخطابة واقباله على العلوم الدينية وتعلقه الشديد بسيرة الامام زيد ابن علي ؛ أستدرجه بعض شياطين الحركة الحوثية ونسجوا له من الاوهام شباكاً اوثقوه فيها بشراكهم ،وارسلوه الى احد كهوف مران في صعدة بذريعة تعليمه اصول الفقه الزيدي من مرجعياتهم الحوثية. وبعد ستة اشهر اغتراب في طلب العلم، عاد ذالكم الشاب الى اهله واقاربه الذين كانوا يأملون عليه ان يغدومستقبلاً واحدا من اهم العلماء المجددين في المذهب الزيدي كما فعل قبله الشوكاني وابن الامير الصنعاني ؛ لكن كانت المفاجأة المحيرة للاهل ان ابنهم عاد يحمل في راسه افكار مبالغة في التطرف ومناقضة لكلما كان يتصف به من طيب خلق وسماحة طبع واعتدال في الدين وحب لكل المسلمين ؛فقد عاد الفتى لاهله وابناء منطقته ،محشواً بافكار عدائية انتقامية ضد بعض ابناء منطقته المتدينيين المناوئين للافكار الحوثية ،لانهم في نضره وهابين خارجين عن الدين الحوثي الذي عاد محقوناً به كالفيروس. كما انه عاد يكن حقداً غير معهوداً لديه من قبل ضد صحابة رسول الله "رضوان الله عليهم"، وكلمايمت اليهم بصلة ،الى حد انه يلوم ابيه لانه سماه خالد تيمنا بالصحابي الجليل خالد ابن الوليد ، ولم تتوقف حدود صدمة العائلة بتغيير ابنهم الى هذا الحد ،بل فوجئوا من كلامه ان سيد الكهف عبد الملك الحوثي قد غير اسمه من خالد الى(روح الله)،واوهمه ان هذا لاسم لم يمنح لاحد من قبل نضراً لاهميته واسراره ، وهنا تبين لبعض اهله وعشيرته ان هذا الاسم الذي خلعه الحوثي على إبنهم هو اسم ايراني لاصل له في المذهب الزيدي وتبين لهم ان ابنهم قد عاد من كهوف صعدة بالعقيدة الجارودية المناقضة للاسلام بمختلف مذاهبه الحقيقية . الغريب في الامر ان إرتياب اهل الشاب واقاربه ،قد دفعهم الى الاعتقاد بان ابنهم خضع لتجربة قهرية خارجة عن ارادته جعلته يتحول الى شخص اخر تماما،وان عملية التحول التي اجريت علىيه في كهوف صعدة هي اخطر وابعد من مجرد غسيل دماغ باالتلقين الطبيعي ، واكثر ما عزز عندهم هذا الاعتقاد ان ابنهم قد عاد اليهم مثقلا بمخازن الذخيرة والقنابل اليدوية المشدوده على صدره والبندقية الالية على كتفه،وهم يعلمون جيدا ان ابنهم خالد كان يمقت حمل السلاح ويرفض اي مبرر له. لكن (روح الله) عاد اليهم بعدة المحارب ولم يعد بوسائل العلم باستثناء ملزمة صغيرة يحملها بيده يضفي عليها اهمية كبيرة لانها مكتوبة بخط حسين بدر الدين الحوثي ، لم يمضِ هذا الشاب العائد من صعدة سوى يوماً واحداً بين افراد اسرته وفي صبيحة اليوم التالي انطلق وكانه يسير وفق برمجة الكترونية يتم التحكم بها عن بعد،متوجها الى منطقة رداع محافظة البيضاء لمقاتلة الدواعش والتكفيريين على حد قوله لافراد اسرته ،وبعد ثلاثة اسابيع أعاد الحوثيون ذالكم الشاب الى اهله قتيلا مضرجا بالدم يصعب التعرف عليه ، أعادوه لاهله جثة هامدة لاتحمل روح خالد ابنهم السابق ولا تحمل مايؤكد زعمهم بانه (روح الله). فوجئ الحوثيون ان اقارب القتيل لم يكترثوا لمقتله بل ورفض بعضهم السير في جنازته مؤكدين ان إبنهم خالد قد قتل في كهوف مران ،الامر الذي دفع قيادة ميليشيات الحوثي في المنطقة الى تاجيل الدفن الى اليوم الثاني حتى تمكنوا من حشد عناصرهم واتباعهم وخرجوا فعلاً صبيحة الاربعاء ،الموافق 17 من يناير العام الجاري ،في موكب ميليشاوي يشيعون جثة اكذوبتهم الفارسية المعروفةب(روح الله) ،الفرية الكبرى على الله والدخيلة على مسلمي اليمن عموما والزيدية منهم على وجه الخصوص.