قد يتكرر الإهمال مرتان أوثلاث ومازاد عن ذلك فهو بقصد وبفعل فاعل وله هدف محدد ومقصود بدقة ؛ حديثي اليوم عن (جريمة مستشفى جازان العام ) وأعني وأفهم ما أقول .نعم إنها جريمة مقصودة وبفعل فاعل وليست المرة الأولى التي تحصل في هذا المستشفى جريمة (القتل) وإنما هي المرة الأولى التي يكون (القتل ) فيها جماعي . ففي هذا المستشفى تم ( حقن) طفلة لا ذنب لها بفيروس (الإيدز) ولأن قيادته الإدارية ذات واسطة تم إخراج تقرير تثبت سلامة الطفلة من الفيروس هذا التقرير يغالط أبسط الحقائق العلمية التي يعرفها حتى أكثر الناس أمية !!!.في هذا المستشفى تتم إقالة المدير السابق ويبقى على رأس عمله وفيه الأطباء يرفعون أحذيتهم وأقدامهم في وجوه المراجعين !!!! هل نلوم وزير الصحة ؟ هل نلوم مدير صحة جازان ؟ من وجهة نظري لا وألف لا أما السبب فإن منظومة العمل الإداري وصلاحياته لا تعطيهم أحقية محاسبة (الكادر الوظيفي) من الخدمة المدنية ونظام التشغيل يتبع جزئيا إلى شركات وتلك سياسة سابقة صُنعت من أجل فئة معينة .لفساد هنا ليس شخصيا أو بيد شخص معين بل هو منظومة متكاملة فالوزير وصل للمنصب وهذه المنظومة تعمل وتمرر أفكارها (كحزب) خفي داخل الدولة منذ بداية ثمانينات القرن الماضي بعد عودة قياداتهم من أفغانستان و(تغلغلهم) في المؤسسات الحكومية ومنها (الصحة) و ( التعليم ) و (الكهرباء) أولئك القيادات يعملون في مناصب من وكيل وزارة فأقل وهم من يتحكم بسير الأمور (إداريا) وتوجيه (التوظيف) يحاربون كل من يصل إلى تلك المؤسسات وظيفيا بغير طريقهم وطريقتهم .يبددون مخصصات الصحة بطريقة بارعة مستغلين بعض (الثغرات) القانونية في النظام الإداري ولايتركون أثرا لهم مثل الأفاعي التي تسير على المرمر(البلاط) النظيف . يحاربون المنشأة التي ترفض (قيادتها) الإنصياع لأوامرهم (الحزبية) فيصنعون المكائد والدسائس ويضعونهم في فوهة (مدفع) المحاسبة أمام القانون والرأي العام ولعل أقرب مثال من هذا المستشفى (فني ) المختبر المتهم بحقن ريهام بالإيدز .أما من خارج المؤسسات الصحية فالأمثلة كثير ة لعل أبرزها رافعة الحرم و المشاريع المتعثرة في وزارة التعليم ومع ذلك يكون المتهم الرئيسي أمام الرأي العام هو (الإهمال) !!! بالأمس القريب فرحنا بمنجز طبي هام في جازان هو إجراء عمليات القلب المفتوح واليوم نعيش الحزن بموت عشرات المرضى من أبناء جازان في مستشفى عام هل هذا التناقض هو مجرد صدفة ؟ !إن صراع المناصب والكراسي قد يصنع الجريمة فلا تتهموا الإهمال والفساد الشخصي لفرد بهذه الجريمة العظمى بل إبحثوا عن الأفاعي القاتلة التي تزحف على (المرمر) وستجدونها في (جحور ) مستوى رفاهيتها لايقل عن خمسة نجوم .