إنتهت الانتخابات البلدية وحملت معها كثيراًمن صور إختلاف الرأي ومن المؤسف أن يتحول هذا الاختلاف إلى خلاف .والوصال الى قطيعة. من الطبيعي أن نختلف في الأراء ولكن من غير الطبيعي والمؤلم أن يتحول الاختلاف إلى تسفيه وإسقاط وضغينة وقطيعة. إن رأي وموقف كل إنسان يعبر عن شخصيته وعقليته ووعيه، ولا يجب ان تنقطع العلاقات بين الناس بسبب إختلاف المواقف وشدة الحوار الفكري وصراع التنافس ولابد من استمرارالعلاقات الطيبة وبقاء الود والتواصل والمحبة بين المنافسين حتى وإن اختلفت الأراء والمواقف وتعارضت المصالح وألا تكون إنتخابات المجالس البلدية مدعاة لتنمية الأفكار السلبية والحقد والكره بين الإخوة والأصدقاء والأقارب ويجب أن نستشعر الأهداف التي رسمتها الدولة والغايات التي تريد تحقيقها من انتخابات المجالس البلدية والتي منها المشاركة في صنع القرار وتحمل المسؤولية الوطنية وتنمية وتطوير الخدمات البلدية . وان تكون مدعاة لتنمية الأفكار والآراء ونضج الوعي وتكامل العقول وتواصلها ،ونشر الوعي بين المواطنين على المشاركة في الانتخابات البلدية باعتبارها وسيلة حضارية للمشاركة في صنع القرار البلدي عبر إختيار من يمثلهم أفضل تمثيل ويحقق مصالحهم ويعكس آمالهم ورغباتهم في هذا المجال. ومما أثار جدلاً اجتماعياً في انتخابات المجالس البلدية مشاركة المرأة كناخبة ومرشحة واختلاف الرؤى بين مؤيد ومعارض .ومن المعلوم أن المرأة السعودية تمتلك الثقافة ومحصنة بالتعليم ومؤهلة أن تكون صاحبة رأي وفكر لتطوير مستوى الخدمات للمواطن ورقي الوطن ومشاركتها في كل المجالات في الوطن وليس له علاقه بخصوصية المرأه وتمسكها بدينها ومبادئها. ومن الأهمية أن تأخذ المرأه حقها في إبداء الرأي والمشاركة في صنع القرار بأعتبارها جزء لا يتجزأ من المجتمع . إن يوم الاقتراع يجب أن يكون يوم وطني مميز تتجسد وتتحقق فيه كثير من الأهداف التي تتحقق فيه تطلعات وأراء الناخبين والناخبات ومدى وعيهم وإنحيازهم لمصلحة الوطن والحي والمدنية ونبذ أي تعصب قبلي أو فكري أو مذهبي أو طائفي وأن يكون اختيار الرجل المناسب الذي لديه القدرة على مناقشة حقوق المواطن وليس الإختيار لأي إعتبارات اٌخرى ومراعاة الأمانة والنزاهه والثقافة التى يجب أن تكون متوفرة في صفات عضو المجلس البلدي حتى نخرج من ثقافة القبول بالخدمات بحد ها الأدني ونستبدلها بالجودة والوعي بحقوقنا ومسؤلياتنا اتجاه وطننا ومن نمثلهم. إن تطلعات حكومتنا الرشيدة والمواطنين هي جودة وتحسين الخدمات البلدية .فمن الواحب أن يكون الوعي حاضراً في سلوكنا وأن الوطن أهم ومنجزاته وثرواته ومقدراته يجب أن تكون على أرقى درجات التميز. *مؤلم ان تكون في الظاهر معي وفي الخفاء ضدي ،فرأي الانسان يعبر عن شخصيته ومكانته ومدى تقديره لذاته.