في مساء الكرنفال.. تزينت جازان بابهى حلل الجمال، وتفتحت كل زهورها، وطاف بالاجواء عبير العطر وعبق الزهور، وملأ العشق الصدور وكسى الفرح الممزوج بالفخر المحيا.. واغتسلت بالبشر المشاعر والنفوس. ابتسم الناس بالمساء وابتسم المساء بالناس! وبسمة المساء والناس نمت لتصبح بعد ذلك ضحكة مفعمة بالفرح الخالص في حضرة سيد الكرنفال وقلب جازان وروح مسائها الساحر ومحبوب جموع الحاضرين سيدي صاحب السمو الملكي الامير محمد بن ناصر بن عبد العزيز امير منطقة جازان وفقه الله . رجل النهضة والنماء، كاتب نشيد التنمية، وموسيقار البناء والعطاء ،سيد جازان وحبيب اهلها والقلب الذي حواها بكل امالها وآلامها، فضمد الجراح وجبر الكسور وعالج الاوجاع ونهض بالامال والرؤى وسافر بالاحلام حتى اوقفها في ميادين وساحات الحقيقة. بذل لها ومن اجلها الوقت والجهد وحملها على عاتقه واسكنها قلبه وخاض بها الغمار وارتقى بها نحو السمو حتى بلغ بها اعالى الذرى، ونصب رايتها على قمم الشموخ. هاهي فاتنته جازان وقد وقفت على دروب العالمية تلوح بيدها عند بوابة العالم تقول لمن يراها : ها انا قد وصلت، ولا زال سيدي وسيدها واقفا بثبات يحملها بين ذراعيةويضمها الى صدره ولا يرضى الا بان يجتاز بها مسالك النجاح ودروب التفوق والريادة.كبرت على ذراعية جازان ،وشبت لنراها في احضانه يافعة ابية، تستشرف المستقبل من على كتفيه تنظر من قمته لترى دونها كل القمم!..ثم تعود اليه وتبادله في حب واشتياق احر واصدق القبل!.في صعيد الكرنفال وفي ميدان التلاحم وتجديد الولاء والحب والفداء، جاءت جازان قاطبة تردد راقصة اغنية مقدسة طربية اصيلة اسمها (الوطن) ! حضرت بكل المحافظات وبالرجال والنساء، لم يغب منها شبر ولم يتخلف لها فؤاد ؛ بدت في كل محافظة وكانها عروس. وسافرت مع النسائم عطرا ضوع المكان واثقل الاجواء بالشذى وكاد العبير يهمي على الرؤوس كالمطر! ..حضرت كل نباتات عطرها وزهورها واحتفلت مع النسائم في المكان!..تعانقت العطور والزهور والنسيم والغناء والفرح ! وانحنى لجميع تحية عرفان وحب لسيدي الامير. بدا الكاذي بياضا وعطرا ، ليس له مثيلا، واقبل الريحان راقص الاغصان والشيح بعطره عبق والزهر والنرجس والبعيثران والوالة وكل عطر قد حضر!..وما ان بدا الفل حتى سكنت بحضرته كل الروائح والزهور، وافسحت له الدنيا المكان وغنى مواويل فن عريشي اصيل.. وفاض على الناس عطرا واشبع الارواح بشدوه حد السعادة والطرب! "ابوعريش" بدت جمانة تاج الكرنفال، سيدة الاحجار الثمينة التي رصعت المساء والمكان. وهكذا تكون اينما حضرت..! حييتها وحياها قبل تحياتنا سيدي وسيدها الامير، وحياها الحضور وقبلها بين عينيها المساء. وعادت بقبلتها الثمينة ولم تبح عن قصدها ولم تخبر احدا لمن خبأت عرفانها، وتسللت وشقت الصفوف حتى وافت من هفى قلبها اليه ، وطبعت قبلتها على جبينه امتنانا وقبلت يديه..! وعندها صفقت القلوب لمحافظة أبوعريش التي عرف أهلها بعشقهم للفن والتراث وللمحافظ استاذ التألق والريادة محمد بن لبدة عازفها القدير، الذي ما عرفته الا متوثبا نحو الريادة ومتعطشا الى المقدمة، وبعزمه وهمته وبذله وصل. .. فيالعظمة الرجال، ويالجمال وروعة الكرنفال. ويا من رأى (مثلي) الفل عقدا على جيد السحاب!.!.