قبل أكثر من أربعة أشهر كتبت مقالين من النوع ( الاستقرائي ) للوضع السياسي في اليمن ، أحدهما كان بعنوان ( صالح وحلم المملكة الحوثية ) وفيه ذكرت السرد التاريخي لأسباب نشوء الحركة الحوثية ورعاية الرئيس اليمني ( المخلوع) علي عبدالله صالح لهذا التأسيس .أما المقال الآخر فكان بعنوان ( علي عبدالله صالح رئيس الرئيس) وفيه ذكرت المؤامرة التي يديرها الرئيس ( المخلوع) مع الرئيس عبدربه منصور هادي نحو مصير اليمن والمواطن اليمني تحت غطاء المؤتمر الشعبي العام . وها هي الأيام تمرّ مرّ السحاب وتؤكد حقيقة ما ذكرته في ولعل المتابع للأحداث السياسية في هذه الأيام يجد صدق تلك التوقعات في خلاصة المقال الأول وفيها قلت (وخلال الأيام القليلة القريبة أتوقع أن يعلن الحوثي سيطرته على صنعاء ولو بقوة السلاح ومن صنعاء سيسهل عليه أمر بقية المدن سوى تعز التي ستظل عصية على ( الحوثي) بعد أشهر من المقال الذي سبق دخولهم إلى صنعاء.لست هنا في مقام استعراض مصداقية توقعاتي من عدمها أو تفاخري ولكن المقدمة تلك كانت ضرورية لربط (الأفكار ) والتسهيل على القارئ الكريم للوصول إلى الأحداث القادمة في اليمن الشقيق عبر استقراء ( تاريخي) للماضي القريب وفهم الحاضر وتوقع المستقبل السياسي القريب أيضا فإن أخطأت فمن نفسي والشيطان وإن أصبت فمن توفيق الله . كما يعلم الجميع ان ( مؤتمر الحوار الوطني ) الذي جمع كل الأحزاب السياسية في اليمن كانت إحدى نتائجه هو تقسيم اليمن إلى أقاليم . هذه النقطة تم استغلالها من جماعة الحوثي جيدا فأقصى طموح القيادة ( الحوثية ) هو الحصول على منفذ بحري للتواصل التجاري مع إيران الداعم الرئيسي لهذا ( الفكر) ، وكما هو معلوم علما بأن الشتلة)الأساسية لهذا الفكر قد غرسها الرئيس( المخلوع) في نهاية الثمانينيات الميلادية من القرن الماضي تحت ذريعة محاربة ( المد الوهابي) نحو اليمن بينما كان هدفه الرئيس أعني الرئيس ( المخلوع) تحقيق مكاسب عسكرية من قبل مقاتلي الجماعة أيام أزمة الخليج ، لكن تلك ( الشتلة) تم سقايتها وتسميدها من النهر ( الطائفي) الإيراني المجوسي حتى أثمرت تشددا وكراهية حتى على المواطن اليمني بعد مرور أكثر من خمسة وثلاثين عاما على تأسيس الجماعة . إذن كل ما تحتاجه القيادة ( الحوثية ) هو أقليم ونصف من الأقاليم الستة وهو ( اقليم أزال ) الذي يضم المحافظات والمديريات التي لها (إرث) ثقافي في المذهب (الزيدي ) وأولها العاصمة صنعاء أما نصف الأقليم الذي سيكون منه ( المنفذ) فسيكون من خلال المنطقة الواقعة بين مدينة ( الزيدية ) التي تقع شمال مدينة الحديدة وحتى الحدود السعودية وبالتالي تكون السيطرة الحوثية في شمال اليمن على غرار ( حزب الله) في جنوبلبنان وحينها ستعلن ( الحركة الحوثية ) المملكة الإسلامية الحوثية وسيهرب الرئيس الحالي إلى عدن.أما بقية الأقاليم فستقسم إلى دولتين هما دولة الجنوب او مايسمى ( باليمن الجنوبي) وحينها سيكون الرئيس عبدربه منصور هادي رئيسا ( حقيقيا ) لتلك الدولة عوضا عن الرئاسة ( الوهمية ) التي يقوم بها الآن بمساعدة صديقه ( بحاح) حيث سيكون المال والنفط من نصيب دولتهم . أما المنطقة الجغرافية التي تبدأ من مدينة ( الحديدة ) إلى ( المخا) جنوبا وإلى ( إب) شرقا مرورا ( بتعز) فسيكون لأهلها دور كبير في المحافظة عليها وتأسيس دولة يمنية ثالثة وربما يكون لمحافظ تعز الحالي ( شوقي هايل سعيد أنعم) دور سياسي في تحالفات سياسيةوستكون آخر الدويلات الثلاث تأسيسا .وخلاصة القول : اليمن مقبل على تقسيم جغرافي سياسي على غرار السودان والصومال وسيكون إلى ثلاث دويلات حوثية وجنوبية و ( جَنَدية) نسبة إلى إقيم ( الجَنَد) .أما الرئيس ( المخلوع ) علي عبدالله صالح فيبدو أنه رضي من الغنيمة بالإياب وقد يقبل بالنفي الداخلي بعد عقوبات الأممالمتحدة ويبدو أنه ( يخطط) على جزيرة (سوقطرة) التي اجتمع مع قيادات المؤتمر الشعبي فيها مؤخرا ومن يعلم فربما يخطط لاستثمار سياحي على غرار دبي فالرجل ذكي جدا حتى وإن كان من ( المخزنين) .