بعد مضي أكثر من شهر على مقالي السابق ( صالح وحلم المملكة الحوثية ) وقد تحقق الكثير مما ذكرته في المقال خصوصا في مسألة سيطرة (الحوثي) على صنعاء وفرض شراكة سياسية على الحكومة بقوة السلاح . دعونا نناقش التطورات (المتوقعة ) خلال القريب العاجل أيضا .يقول السياسيون أن السياسة لا دين لها بل (ديدنٌ ) يجمع أنصار السياسي حوله. ومن العواقب التي لم ينظر لها (المواطن اليمني العادي) الذي تعاطف مع الحوثيين نتيجة الغلاء المعيشي والتدهور الإقتصادي الذي تسببت فيه الحكومة السابقة هي : - الصراع الطائفي المذهبي الذي سيكون نتيجة لفرض الفكر الحوثي المذهب (الزيدي سابقا )بالقوة على شعائر الصلاة خصوصا في صلاة الجمعة والأذان ، ومثال بسيط على ذلك ( الزيدية ) يرون في لفظ ( آمين )بعد قراءة الإمام للفاتحة من المأمومين لغوا يبطل الصلاة , بينما أصحاب المذاهب الأخرى لا يرون ذلك وقد تعوّد التنظيم الحوثي على فرض أفكار مذهبه بالقوة مما قد يؤدي إلى نشوء تنظيمات متطرفة أخرى مناهضة لهذا الفكر وتصبح صنعاء تعاني من حرب شوارع . - تنظيم القاعدة المتطرف والموجود في الجنوب اليمني وهو الذي يكفّر الحوثيين إذا توجه إلى صنعاء ستحدث مواجهات دامية أخرى وتنتقل عدوى (بغداد) إلى صنعاء وسيظهر داعشيون وتنظيمات إرهابية جديدة . - سيصبح دور الرئيس الحالي هادي (هامشيا) بعد الشراكة السياسية التي قدمها حزبه للحوثيين مكافأة لانتقامهم من خصوم رئيس حزب المؤتمر الرئيس السابق علي عبدالله صالح والذين تسببوا في إقصائه من الحكم . - لن تتوقف تلك الصراعات بين تنظيم الحوثي ومختلف التوجهات الحزبية الأخرى حتى تنتهي الفترة الرئاسية للرئيس الحالي عبدربه منصور هادي وحينها سيقدّم (المؤتمرالشعبي العام)أحمد علي عبدالله صالح مرشحا رئاسيا ، وسيبدأ صراعا دمويا شديدا بين المؤتمر الشعبي والتنظيم الحوثي وسيجري نهر الدماء في النزاع على السلطة والتفرد بالحكم بين شركاء اليوم ليصبحوا أعداء الغد. خلاصة القول : إن ما يجري الآن من أحداث سياسية وصراعات في اليمن سببها الأول : هو مخطط الانتقام من الخصوم السياسيين الذي وضعه الرئيس علي عبدالله صالح الذي يتغطى بلحاف المؤتمر الشعبي العام، وهذا لا يخالف الدستور اليمني ولكن يفرض بروتوكولا سياسيا وولاءً خاصا على الرئيس الحالي كوه نائب رئيس المؤتمر الشعبي العام أي أن ( صالح) رئيس الرئيس ، وتلك مصيبة اليمن التي سيدفع ثمنها المواطن اليمني دما وفقرا وتدميرا . 1