مسكينة هي عروسنا الجميلة جدة فقد شُوٍّه جمالها بكثرة حفرها حتى أصبح الساكن فيها يتعجب من الشوارع التي ليس بها حفرة تزينه و يتسائل في قرارة نفسه اللهم اجعله خيراً و اكفنا شر ما نغفل عنه فلربما كانت هنا أو هنا حفرة مخفية تحت مياه مطر أو غير مرئية في حديقة لا يُعلم عنها .. و نعرف أن أي كمية مطر مهما قلّٓت كميتها بإمكانها سداد بعض الشوارع بالكامل حتى لا يمكنك رؤية أثراً لرصيفه .، و حُفَر جميلتنا أنواع فمنها ما هو مستديم تجده في شوارع محددة لفترات طويلة ،و لكن و الحق يقال أن البلدية تقوم بردمها و تغطيتها بالإسفلت ، و لكن بعد فترة قصيرة من الزمن تبتلع الحُفرة التُراب الذي دُفنت به و ويتخلخل طبقة الاسفلت التي غطتهُ ؛ و تكشف الحفرة مرةً أخرى عن وجهها اللعين ، و تعود البلدية مرة أخرى بردمها .. و هكذا و يتكرر السيناريو مرات و مرات و تعود المُعاناة مرات أخرى فكم من سياراتٍ سقطت فيها و عانى صاحبها الأمرين في سحبها و تصليحها .. بسببها أيضاً تضطرب حركة السير و تتكدس السيارات في هذا الشوارع . لكن الحُفرة اللعينة زادت تطلعاتها و ازداد نهمها فأصبح أذاها لا يقتصر على نشر الروائح الكريهة و إيذاء المارة و عرقلة السير فقط .. بل وصل بها الأمر إلى ابتلاع البشر ولو أننا كنّٓا نتمنى أن تبتلع مياه الأمطار التي تتجمّٓع كمستنقعات في شوارعنا و تكفينا شر السيول و إغلاق الأنفاق .. و لكن هذا هو واقع الحال و ما كلُّ ما تتمنى العروس تدركه .. فبعد ابتلاعها عددٌ من شبابنا و ما تركته من آلآمٍِ و حسرة في قلوبنا عليهم و رغم أن جرحنا لا زال ينزف على الشاب علي منشو و ابنه رحمهما الله حتى نُفجع بجريمةٍ أخرى قامت بها شقيقتها الحُفرة الأخرى بالتهام الشاب ذي السبعة عشر ربيعاً عبدالله الزهراني أمام مدرسته ب كيلو 14 . يالهول جرائم هذه الحُفر المشئومة التي لم تجد أحداً يكبح جماح نهمها و جبروت أفعالها فكل جريمة تقوم بها لا يلتفت لها أحد و لا تُعاقب بالردم حتى لا تُكرر فعلتها الخبيثة مرةً أخرى و لكن الذي يحدث هو تبادل التهم بين المسؤولين عن جرائمها ..فرفقاً بأبنائنا و شبابنا أيتها الحُفر و لا تزيدينا قهراً و كدراً أكثر مما نحن فيه و يكفينا ما تسببيه لنا من روائح كريهة مؤذيه و ما تفعليه في سياراتنا .و عرقلة سيرنا .. ونحن كما ترين لا نريد استثارة غضبك .. و للأسف لم نعرف إلى الآن من هو الذي جعلك تصلين إلى هذا المدى ، نتجه بالدعاء إلى المولى عزّٓ و جل و نسأله أن يرينا فيكِ عجائب قدرته ، و يأتي من يكون أميناً علينا فينا و يردمك ردمةٓ قوية لا يُفتحُ فٓوكِ بعدها أبداً بيد من حديد . أعجبتني : الحملات التي تقوم بها بعض الصحف و المواطنين عن طريق الواتس اب بأن يتكاتف شباب جدة و يقوموا بحملات لردم الحفر في بلدتنا الجميلة .. فبلادنا عامةً تستحق مثل هؤلاء