طرأ على مجتمعنا سلوك غريب في الآونة الأخيرة .. لم أستطع أن أحدد له مصطلحاً أو مسمىً لمعنى الحدث .. فمع الأسف هناك شرائح معينة ممن لا يمتلكون الرُقي العقلي أو المعرفي أصبحوا يستسيغون هذا الموضوع و يتبجحون به و لا يكتفون بهذا فحسب بل يقومون بنشره على مواقع التواصل الاجتماعي بلا خجلٍ أو وجل .تحيرت ماذا أٌطلق على هذا السلوك .. و هل يندرج تحت مسمى الفكاهة الثقيلة أو غباءٌ مُغلف بفكاهة التعذيب المُقنن ضد الأطفال تحديداً .. سأورد بعض الأمثلة على سبيل المثال لا الحصر ذاك المقطع على اليوتيوب الذي ذاع صيته في أوساطنا الاجتماعية في الفترة الزمنية القريبة .. ذاك الأب الذي يضرب طفلته الرضيعة و بحضور والدتها بعصا صغيرة على قدميها الصغيرتين معلقاً إياها بواسطة علاقة ملابس .. كم أُشفق على هذه الطفلة التي رزقها الله أب و أم لا يُقدِّرون معنى الأبوة و لا يفهمون مدلولها و معناها بل يستمتعوا بهذا التعذيب لهذه الطفلة البريئة و هي تبكي و تتوجع ألماً أمام أكثر الناس قرباً لهاو لا يكتفون بذلك بل يقومون بكل وقاحة بتصوير الواقعة و نشرها .. و آخر يقوم بكي طفله بالنار هو يصرخ و يستجدي بأن لا يقوم و الده و من معه بهذا العمل الوحشي به و هو في غاية الذعر والهلع والترجي وحتى الاستجداء بأن لا يقوم والده بفعلِ ذلك .. لكن قلب متبلد و حس ميت ،و آخر و هو الأقدم عرضاً وهم ثلاثة اشخاص و الأب و احداً منهم و يقوم يرمي طفلته و التي عمرها حوالي عام في مسبح ماء و يتلاعبون بها كالدمية و يتسلون بتقاذفها في الماء فأي هلعٍ و أي خوف عانت منه تلك الطفلة في هذه الأثناء .. فأي صنف هؤلاء وأمثالهم من البشر .. وهل يمكن أن نقول عنهم بشرا و يتصفون بأي صفة من الصفات الانسانية أشك في ذلك !! .. علمنا كما أُذيع أن الجهات الرسمية تبحث عنهم .. لكن السؤال هنا مالذي حدث لهذا المجتمع حتى يصل ظلم الأب و أحيانا" معه الأم وهما مكمن الحماية لأسرتهم و أطفالهم بفعل ما يفعلون في هؤﻻء الأطفال الأبرياء .. صحيح أنها حالات فردية لكن لابد من الالتفات لها بشكل جدي و أن تتكاثف الجهات الاعلامية و المسئولة لإيقاف هذه المهزلات الإجرامية في حق الطفولة بزيادة البرامج بشكل موجه وتوعوي و توضيح الآثار النفسية التي تصيب أولئك الأطفال .. و كذلك في خطب الجمعة و بيان أن الأب بصفته ولي الأمر عليه واجبات و أن أبناءه أمانة سيُسأل عنهم يوم الدين .. فأي نٓتاج سيكون مستقبلهم لهذا الوطن وأي توزازن في شخصياتهم سيكونون عليه مستقبلاً .. و لو حدث هذا في بعض دول العالم لحُرم من طفله لأنه لا يستحق أن يكون أباً .. وهنا !؟ .. هل كونه هو الأب البيولوجي لا يُعاقبه القضاء و حقوق اﻹنسان و يفعل ما يفعل بفلذة كبده دون أي عقوبة أو رادع و كأن ما يحدث ﻻ يستحق التفكير في فِعل مثل هؤلاء القُساة الذين يُطلق عليهم مسمى آباء ؛و ليتهم يتدبروا قول سيد البشريه محمد عليه الصلاة و السلام ( ما كان الرفق في شيء إلا زانه و ما نُزع من شيء إلا شانه ) .. فديننا ليس مجرد آداء صلاة و صيام ، بل سلوك ومنهاج حياة ، فكلكم راعٍ و كلكم مسؤول عن رعيته .