بالتأكيد ليسا خليل الزياني وسامي الجابر مع الاحترام لما قدماه هذان الرجلان للرياضة السعودية فهما أشهر اسمين في السعودية .لكنهما خليل عبدالله شهوان شوك وسامي راشد خيري ، والأسماء مغمورة وعلى الجانب المظلم تماما من خط الشهرة . شابان متجاوران يسكنان - بقرية ( السهي) النائية ، بمركز السهي التابع إلى محافظة صامطة بمنطقة جازان ،أقصى جنوب غرب المملكة العربية السعودية -، زملاء دراسة الأول اضطرته الظروف لترك دراسته بعد المرحلة الثانوية والتحق بوظيفة عسكرية واقتنع بعمله فأخلص ونال تكريما في أطهر مكان على وجه الأرض من أمير منطقة المكرمة وعندما يسأله أي شخص عن ما فعله في موسم الحج هذا العام يرد ببساطة رائعة : هذا واجبي . أما سامي فأكمل تعليمه بعد المرحلة الثانوية ودخل كلية الطب بجامعة جازان وفي السنة السادسة من دراسته تأهل من ضمن العشرة الأوائل على مستوى العالم لتقديمه بحثا طبيا في مدينة (ليدن) الهولندية وبمشاركة أكثر من أربعين دولة مشاركة وكان بحثه عن (المضاعفات التنفسية لمصابي الحوادث) وهاهو على وشك التخرج من الجامعة بتفوق ليخدم وطنه بإخلاص. هذان الشابان اخترتهما نموذجين من الجيل الجديد للحديث عن مئات إن لم أقل ألآف الأسماء من أبناء مركز السهي الذي يحق لنا أن نفخر بهم بعد أن وصلوا إلى مراكز مرموقة على مستوى الوطن في مختلف المؤسسات الحكومية ؛ أبناء مركز السهي الذين لا يختلفون عن بقية أقرانهم في منطقة جازان حيث لا واسطة و لا ثروات تساعدهم في الوصول إلى مراكز مرموقة بل يعتمدون على جهودهم واجتهادهم في تحقيق طموحاتهم . وكل ما يحتاجونه قليل من التوجيه في بدايات حياتهم أما النحت على الصخور فقد تعودوا عليه وورثوه كابرا عن كابر . ومما يثبت أنهما ورثا النحت على الصخور - قصة زميلين من زملاء الدراسة كنت شاهد عيان على جهود أصحابها للوصول إلى طموحاتهما .أحدهما كان متفوقا دراسيا علينا جميعا وهو صاحب المركز الأول دائما لكن الظروف خذلته ولم تساعده على إكمال دراسته ، فانقطع عن الدراسة بعد المرحلة المتوسطة والتحق بالوظيفة العسكرية ؛ لكنه نقل طموحه لأبنائه ؛ وهاهم اليوم أطباء ومهندسين ومعيدين في الجامعات ،وهو حاصل على الشهادة الجامعية وفي مركز مرموق وظيفيا واجتماعيا . أما الآخر فترك الدراسة مجبرا بعد المرحلة الابتدائية ليلتحق جنديا بالوظيفية العسكرية ويكمل دراسته الليلية تارة وانتسابا تارة حتى نال الشهادة الجامعية من جامعة الإمام لينال بها رتبة ملازم .. نفس عصامٍ سوّدت عصاما ***وعلّمته الكرّ والإقداما وصيَرته ملكا هماما *** حتى علا وجاوز الأقواما