يوم غد يوم وقفة عرفة ، وسائر ماسك الحج تمثل الوحدة المنشودة وتوحيد وحدة ومؤتمر امة انه الحج العظيم وطواف الكون اجمع لو تمعنا فيها وتبصرنا في هذه الشعيرة العظيمه التي نعيشها الان لوجدنا انها شعيرة تحمل من النفحات الايمانيه التي تحملنا من عالم الانسانيه التي لامعنى لها الى معنى الربانية الحقه بجميع جوارحنا وكياننا ؛ فنلاحظ ان الانسان في شعيرة الحج ينتقل بجميع حواسه الى خضوع تام واستسلام كامل فيطلق عليه عبد الله الذي اسلم وجهه لله حقا ترك المال والبيت والزوجة والابناء والوطن وجاء حافيا عاريا طامعا في رضا الله فقط فيقوم بكافة شعائر الحج ومناسكه يؤديها بايمان ويقين... ويسعى لها طائعا مطمئنا ليس إلا لأنها امرا أمر به الله. قال تعالى : {وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ * لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ *ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ}..الاية وهداهم إليه نبي الأمة -سيدنا محمد عليه الصلاة وازكى السلام- قائلاً: "خذوا عني مناسككم" لك والملك، لا شريك له . لبيك ربي وإن لم اكنّ بينَ الزحَام مُلبياً لبيك ربي وإن لم اكنّ بينَ الحجيج ساعياً لبيك ربي وإن لم اكنّ بينَ عبادك داعياً لبيك ربي وإن لم اكنّ بينَ الصفوف مصلياً لبيك ربي وإن لم اكنّ بينَ الجموع طالباً عفوك لبيك ربي فااغفر جميع ذنوبي دقها وجلها فنجد حكمته العظيمة تظهر لعباده جل في علاه ليكون أكبر تجمع يمثل الوحدة الإسلامية على مختلف شعوبها واختلاف لغاتهم، اولها واعظمها واجلها هي توحيد الامة الاسلامية حيث حددها الله في وقت وزمن ومكان معلوم لا يختلف عليه اثنان ، وليكون المؤتمر السنوي للأمة الإسلامية؛ تلتقي فيه الأفئدة والقلوب،وتذوب فيه كافة أشكال النعرات العنصرية بين آحاد الأمة الإسلامية، ويتساوى فيه الناس جميعًا؛ فيذكرهم بيوم الحشر بين يدي الله ،انه يوم يجددّون فيه العهد مع الله؛ تراهم هناك كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى.في هذا العام يجتمع الشاهديوم الجمعة بالمشهوديوم عرفة ذلك اليوم المشهود، الذي تلتقي فيه نفحات السماء بالأرض،وتتساوى فيه الرءوس، وتنبذ فيه كل أنواع الشرك والكبرياء؛ فلا تقديس ولا تعظيم ولا تبجيل إلا لله الواحد الأحد..... إنه اليوم الذي أكمل الله فيه لهذه الأمة أمرها؛ ورضي لها الإسلام دينًا؛ فلا تبديل ولا تحريف لكلمات الله، قال تعالى:{الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِينًا}. ففي هذا اليوم ايضا حرم فيه الدماء والأموال إلا بالحق، وبيَّن فيه مضامين صون الحقوق والأعراض، وأعلن فيه المساواة بين البشرية (كلكم لآدم وآدم من تراب)، وأقر فيه حقوق الإنسان وكرامتهقبل أن يعرفها الغرب المفتري وأعوانه الذين يجهلون التاريخ عنوة وتكبرًا، وختاما اسال الله لي ولكم امر رشد انه القادر على كل شيء 1