طفل هشم رأسه، وشيخ قطعت أطرافه، وامرأة هدم دارها، ورضيع تحت اﻷنقاض يئن، وطفلة بجوار أمها الميتة في نحيب وصراخ، وبنايات كانت باﻷمس حية وقائمة، تحييها أصوات الأطفال، وهتافات اﻵباء، وضحكات الجدات، ومساجد عامرة بالمصلين وبتلاوات القرآن، ونداء اﻷذان، أما الآن فقد أصبحت ركاما فوق ركام من تراب وحجر، وأجساد ودماء، وآهات ودموع، وقنابل من أيدي العار تفجع مضاجعهم، وصمت عربي مقيت يقتل بسمتهم، يطعن في عروبتهم، وتواطؤ غربي غير مستغرب على مر التاريخ لا يسعدهم.قتل وتدمير، أسر وتجويع، ظلم وهتك أعراض، عائلة بأكملها تستشهد على مرأى من العالم أجمع وقليل من يستنكر أو يشجب، ومساجد من حقد بني صهيون لم ترحم، طائرات تقصف، دبابات بلا تفريق تقتل، الصغير والكبير، الشيخ والعاجز، المسجد والمشفى، فالجميع معرض للقتل والتدمير. هذا حال أهل غزة اﻵن وما يحدث فيها،إن هذا غير بعيد عن كل امرء يرى ويسمع. أألفت عروبتنا وإسلاميتنا رؤية الدماء واﻷشلاء؟!فما عادت تهتز لمرآها أو تتألم، أو تصرخ فتتكلم، ما الذى جرى؟ وماذا حدث؟هل أصبح الصمت ديدن أمتنا؟!أين تلك الجماعات التي خلقت -كما يدعي قاداتها- للحروب اﻹسلامية ولنجدة الضعفاء ولتحرير اﻷراضي المحتلة والمغتصبة؟أين القاعدة الكاذبة، أين حزب الشيطان واللات الغاشم، أين داعش الفاجر، أين الحوثيون اﻹرهابيون، أين جماعة اﻹخوان المتسلقون عن أهل غزة؟! أم أنهم وجدوا لتدمير ما بقي من الدول المستقرة اﻵمنة، لترويع أهلها، وزرع الفتن بها، والعبث بممتلكاتها، ما لي لا أراهم يوجهون أسلحتهم ليطلقوا نيرانهم على جيش اليهود الغاصب؟أم أن قتل اليهودي محرم في دينهم الجديد؟ يا أهل غزة لكم الله ولا أحد سواه قادر على نجدتكم في ظل ضعف العرب والمسلمين وتفرقهم، يا أهل غزة عذرا، إن خذلناكم، لتواجهوا مصيركم فرادا.