منذ أيام قليلة ظهر الرئيس الفنزويلي " نيكولاس مادورو " فى حلقة جديدة من برنامجه الشهير " على أتصال مع مادورو " الذى يبثه التلفزيون الفنزويلى، و كان أغلب حديثه على الوضع الحالى فى أوكرانيا، و ما شهده ميدان الاستقلال بالعاصمة الاوكرانية كييف، و قال أن الأزمة الحالية في أوكرانيا ناتجة عن السياسة الخارجية للولايات المتحدةالامريكية، التى تهدف دائما لتحجيم النفوذ الروسى، و قطع سيطرة روسيا على توريد الغاز لاوربا، و أن ما حدث فى أوكرانيا محاولة للانتقام من " فلاديمير بوتين " بعد افشاله لمخطط التدخل العسركى للناتو فى سوريا، و ان ما حدث فى أوكرانيا هى ليست الثورة الملونة الاولى، و هذا ما حاولت الولاياتالمتحدة تنفيذه فى فنزويلا و لكن جائت النتيجة بالفشل، و دعا شعب فنزويلا الى اليقظة لسياسة الولاياتالمتحدة العدوانية . فالرئيس الفنزويلى " نيكولاس مادورو " يعرف جيدا أن ما حدث فى اوكرانيا مرتبط تماما بأحداث الربيع المزعوم بالشرق الاوسط،، كذلك وصول عواصف الربيع الى كاراكاس هى نتيجة لتلك الاحداث، فمن يحركها خلف الستار واحد، و الهدف منها ايضا واحد . كذلك هو يرى فى زعيمة المعارضة " ماريا كورينا ماتشادو " النسخة الفنزويلية ل " يوليا تيموشينكو "، و اتهمها صراحة مسؤلين بكاراكاس بالتعاون مع أجهزة أسخبارات أمريكية للإطاحة بخليفة الزعيم الراحل " هوجو تشافيز ". كما حذر " نيكولاس مادورو " أثناء أجتماعه بحكومته من محاولات الولاياتالمتحدة لفرض عقوبات على بلاده، فقد يؤدي ذلك إلى تعليق التمثيل الدبلوماسي بين البلدين، و سيكون هذا إجراء استثنائي، وأنه حريص على تجنبه، و عدم الوصول الى مرحلة الصدام، وأكد أنه يسعى لإقامة علاقات طيبة بين كاراكاس و واشنطن تعتمد على الاحترام المتبادل، و سيقود تلك المهمة القائم بأعمال السفارة الفنزويلية بالولاياتالمتحدة " ماكسيميليان أرفيلايس " . و كان مجلس النواب الأمريكي قد تبنى يوم 28 مايو المنصرم قانونا يقضي بفرض عقوبات ضد سلطات فنزويلا، و تقدم النواب بطلب للإدارة الأمريكية بوضع قائمة باسماء مسؤولين فنزويليين تعتبرهم واشنطن متورطين في انتهاكات حقوق الإنسان، و تتضمن العقوبات تجميد أرصدتهم، ومنعهم من دخول الأراضي الأمريكية. حقيقة الامر أن الرئيس الفنزويلى " نيكولاس مادورو " خلال لقاءته و تصريحاته فى الايام الماضية، لم يكن يقرأ الملف الاوكرانى، او يستعرض تحليله تجاه الاحداث الاخيرة بكييف، و التغيرات السياسية التى حلت بها، و لكن كان يستقراء ما بين السطور لمستقبل حكمه، و المتغيرات السياسية التى قد تحدث قريبا ببلده، فالشهور القليلة الماضية بالعاصمة الفنزويلية كاراكاس، أكدت ان ربيع الثورات الملونة غير قاصر على الشرق الاوسط و أوكرانيا فقط، و أنما يتجاوز الحدود و المحيطات كالصواريخ العابرة للقارات، كما ان كاراكاس ليست بعيدة عن أستراتيجية الولاياتالمتحدة التى أتبعتها بشكل مباشر فى الشرق الاوسط و أوكرانيا، و قد تكون الصفحة التالية لصفحة كييف فى كتاب الحرب الباردة هى صفحة كاراكاس . 1 فادى عيد الكاتب و المحلل السياسى بمركز التيار الحر للدراسات الاستراتيجية و السياسية [email protected] 1