(عذرا أيها الصخرة) أنا لست ذلك الانسان الذي كان بالأمس ومن الطبيعي أنني لن أكون مماثلا ومشابها له في الغد فعقلي ينبض بالحياة وفكري لن يبقى في دائرة مغلقة وفضائي لا غاية له ونظري لا حد له ..(فعذرا أيها الجامد أنا لست صخرة) آمنت بالأنسان الذي أمرني الله بمد يد التواصل والتعرف إليه ورأيت عظمة الله فيما خلق من جمال هذه الأرواح وبديع هذه الصور وأدركت حتمية أن الاختلاف سنة فيما بين البشر وأيقنت أنه لا يوجد شر محض أو خير محض ولا جمال مطلق ولا قبح سرمدي مهما اختلفت أديان الناس ومذاهبهم وصورهم .. (فعذرا أيها الجامد أنا لست صخرة) خلق الله لي كل هذه الحواس ومنحني افضل ما خلق -العقل-وأمرني بالتفكر والنظر والشك والفحص والسير والتأمل .لا لشيء إلا لكي لا أبقى على حالة نمطية واحدة في كل حين أو أكون نسخة مكررة من شخص ما ؛ بل لكي أكون حرا مستقلا متجددا (فعذرا أيها الجامد أنا لست صخرة) آمنت بالقلم وحريته والكتاب وأهميته ورأيت أمر الله الأول في قرآنه للإنسان حيث قال له: إقرأ .. وأن الكلمة كانت هي البدأ كما يذكر لنا الانجيل في نداءه الأول .فكل ما يكتبه القلم مخاطبا العقل البشري جدير بالقراءة . والعاقل من يواجه القلم بالقلم إن تبين له سوءا فيما كتب؛ اما الجاهل فهو من يواجه القلم بالوصاية والنار. ومن أراد أن يتبين حال الجبناء و حال من يقفون على أرض صلبه فلينظر حالهم أمام الكتب .. (فعذرا أيها الجامد أنا لست صخرة) محمد حيدر مثمي 6/2014