هناك منعطفان في مكونات التاريخ البشري والفكري وكيفية الفرز بينهما ؛ وهو أن التعريف التاريخي غير التفسير التاريخي ، فالتعريف : هو ماهية التاريخ ، أما التفسير فهو العوامل المحركة لهذا التاريخ ، وهذا بحث متجذر وطويل ؛ بهذه الأوتاد نبعت الفلسفة الخلدونية التي تعتبر القاعدة الافضلية في نهج الشعوب والأجيال . قرَّب ابن خلدون مفهوم الدولة على أنَّها كائن حي يولد وينموويكبر حتى يصل الى مرحلة الهرم ومن ثم الفناء وقد حدَّد ابن خلدون عمر الدولة بمائة وعشرين عاماً ،لأنَّه وجد أن العمر الطبيعي للمرء كما زعم الأطباء والمنجمون مائة وعشرين عاماً وأستشهد أبن خلدون بالقرأن الكريم في ذالك : (لِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ فَإذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً ولا يَسْتَقْدِمُونَ) ، وفرض أن متوسط عمر الأنسان بعمر الجيل كما جاء في القرأن الكريم (حَتَّى إذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً) ....أي جيل يبني على جيل وهذا مسيار الأمم ،وقرأ ابن خلدون ...الشعب والحاكم .... على أنهما مكملان الى هيكلية الدولة . شريطة العدالة وذكر عدة مسببات لسقوط هيبة الامة ومنها المرتذقة ...لكن من هم المرتزقة ..؟؟؟؟ سآخذ العراق خير دليل في ذالك .. لو قرأنا قيادة المالكي سنجدها محصورة بين قوسين ... الضعف والفساد يبدأ تفكك الدولة من القاعدة حتى يتشعب بين فلول الامة ...ما أعنيه التفاف السوس حول شخص المالكي يعتبر من أول قواعد الانهيار لأنه مثل هؤلاء الفضولين ؛ يضمرون الحقائق ويتاجرون في الباطل وينقلون ظل الحقيقة لا الحقيقة نفسها ؛ ولكي تبقى رحى الأنحلال سارية بين الشعب والقائد فيرى القائد أن الشعب متمرد ...والشعب بنفس الوقت يجد القائد جلاد ومن يتحمل هذا الشقاق القائد فقط لأنه فتح أذنه للمنتفعين وطبالي البلاط ، ومثل هؤلاء لاتعني لهم الوطنية شيئاً فكل آمالهم تصب في كم سيجني من قربه من صاحب السلطة . وسأضرب مثلاً لأسباب فشل أزمة الرمادي ؛ يأتي الفشل من سوء الوسطاء بين المالكي والمبعوثين منه الى هوامير الاعتصامات الذين هم في نهاية المطاف أول من خان من وقف في الشارع لشهور دون أن يدرك أنه سيكون هو في الأساس "مخطط " ليكون طعما فعلا تم جنيه ،مثل هذة الهفوات من المالكي جعلته تربة خصبة ليدس أصحاب المصالح والمقامرين على الفساد أنفهم في جيب المالكي باأريحية مطلقة ، والتي يدفع ثمنها الشعب الآن. هذه الأخطاء ؛ وهي عدم الاستماع الى أولي الامر في الحاجة ، جعلت الشعب ينظر الى المالكي على أنه طاغية ، ولِأن أذنه لا تسمع الا من طرف واحد وهذا الطرف هو الفساد بعينه ؛ - الحاشية - وهذا يؤدي الى خلق نزعة الطائفية في تصرفات القائد وحاشيته وبالتالي هو شرارة تمرد ونبذ للقيادة و الظلم ؛ ومهما صمتت الشعوب لابد أن تنفجر لكن متى ؟؟ بعد أن أصبحت تتيقن أن هذا القيادي ماهو الا ظل مزيف . فمن الطبيعي أن يكون هناك تمرد بالمقابل ؛ لدرجة تحول هو بذاته الى سيف على رقاب الفقراء ؛ وتلجأ الدولة الى أسلوب العنف والتسلط والعبودية والفتك بالأمة من خلال إفساد القانون وهتك العدالة ؛ وتتسلق بهذا بثوب الديمقراطية المزيفة فتتزندق الأخلاق وتنحل القيم ، ويفتح مزاد بيع البشر على مد النظر من الناس خصوصا إذا كان هذا الشعب أخرساً ومنافقاً اًوعميلاً وخائفاً ، وهذا ما يجري اليوم في العراق سلطة تعتمد على رغبات الحاشية وليس قائد الحاشية الذي ينفذ أجندات المقربين والعشيرة والأصدقاء والدخلاء والحلفاء. فتتفق المصالح مع الفساد لتنتج السقوط السريع ؛ وكل قراءات العراق تخرج من بودقة الفساد وتدخل في محراب الانتهاء الحتمي ، فالأخطاء البسيطة تتولد بعدم العقاب والتسيب فتنتج قانون اعرج يتكىء على عصا ..الجريمة الممرة والمشرعنة ، مع كل هذا يجب ان يفهم القارىء تفسير أبن خلدون لطبيعة الشعوب ...فالشعوب التي تعيش في المناطق الباردة شعوب منتجة وفق ديمقراطية منظممة كما هي أُوربا وبتعبير أدق الفرق بين كردستان وبغداد . والشعوب التي تعيش في المناطق الساخنة والحارة من الارض هي شعوب ترتمي الى الجريمة والانحلال والسقوط بسرعة شاءت أم ابت كما هو حال البلدان العربية هذه حقيقة أثبتتها التجارب ، وهي ليست مسببات ، بل عوامل تساعد على السقوط أو السمو تبقى إرادة الدولة والانسان هي الخط الفاصل ، والعراق قد وصل لخط النهاية ؛فالفساد في ذروته والظلم في قمته والموت على الأبواب . العيب في القائد حين يحول الدولة الى بيت عائلي تتوزع فيه المناصب والثروات حسب القرابة والمصلحة ، متناسيا أن هذة المقدرات حق ملايين وليست غنائم حربالمالكي وحاشيته قرأوا التاريخ على ان العراق غنيمة لهم الاولوية فيها فقتلنا القاتل ولم يرتضي بنا قتلى الطائفية التي أصبحت عباءة ترتيدها دولة القانون ، هي من قادت العراق لمنزلق التشتت . لقد استغربت تصريح الدكتورة حنان الفتلاوي ، حين قالت : " لماذا يقتل 7 من الشيعة نريد أن يقتل مقابلهم 7 من السنة "؛ أسئلة أوجهها الى الدكتورة حنان الفتلاوي: من هو هذا السني ، ومن هو هذا الشيعي ، ومن أنتِ ؟ ، فالكل خرج من ظهر واحد هو ظهر العراق ، ومن دس بالجيش في الرمادي والفلوجة ؟ وماهو الحجم العسكري لداعش حتى تسرح وتمرح في الفلوجة والرمادي ، وأين الطائرات التي اشترها السيد المالكي من قوت الشعب والأسلحة ، وهل تملك داعش طائرات ؟!. وعدة أسئلة هي من تجيب على نفسها أن داعش لعبة موت لتصفية خصماء وكتم صوت الحقيقة في العراق ، طائفية تحت مسمى تصفية الارهاب في الرمادي والفلوج ؛ هل داعش جيش جرار ، وهل لديهم سلاح ثقيل ودبابات ومدرعات حتى يصعب الخلاص منها ، حجج واهية مملة تعبت الحقيقة من سخرية السفهاء ، ومهزلة أن يكون الشعب ثمناً وحطباً لزرع الارهاب ، فحطب الارهاب الاول في العراق هو المال ؛ حين بِاعوا الذمم وا سترخصوا النفس البشرية العراقية .