العراق بلد معروف بثرواته وخيراته التي لا تعد ولا تحصى , فلا يكاد يخلو أي شبر من هذه الأرض من ثروة معينة حيث تكثر في هذا البلد الثروات الطبيعية كالنفط والغاز والفسفور والزئبق والكثير من المواد الطبيعية الأخرى هذا ما تحت باطن الأرض أما ما فوق سطحها فلا يحتاج إلى أن تذكر . هذا كله جعل العراق عرضة لأطماع النفوس الضعيفة والضمائر الميتة الذين يبحثون عن المصالح والمنافع الشخصية هذا من جهة ومن جهة أخرى أصبح العراق مستهدفا من دول ومنظمات ومؤسسات تسعى للسيطرة على هذه الثروات الهائلة التي من الله سبحانه على العراقيين بها , فبدأ العمل على تأسيس مشاريع تريد النيل من هذا البلد المعطاء بأرضه وشعبه وذلك من خلال تقسيم وحدة أرضه وزرع الفرقة بين أبناءه من خلال مشروعين هما ( الطائفية والفيدرالية ) بمعنى أخر تقسيم الأرض وتمزيق الشعب إلى وحدات وفئات , لكي يكون وصول هؤلاء الشرذمة إلى هدفهم ومبتغاهم سهل وبدون مؤنه وتكلفة واستخدموا مبدأ " فرق تسد " . لكن هذه المشاريع التخريبية والتي تستهدف وحدة العراق أرضا وشعبا لم يسكت عنها ولم يقبل بها العراقيين الخلص ممن كرسوا أنفسهم للدفاع عن العراق وشعبه والحفاظ عليه من كل مكر وخديعة ودسائس , فقد انبرى سماحة السيد الصرخي الحسني " دام ظله " للتصدي لمشروع الفيدرالية الذي يستهدف وحدة العراق وذلك من خلال عدة مواقف كان من أبرزها بيان رقم _ 64 _ (فدرالية البصرة ... فدراليات آبار النفط .. فدراليات : تهريب النفط ...الآثار ...المخدرات... ) . ففدرالية البصرة تعني الاختصاص والتفرّد بالسرقات والسلب والنهب والتهريب والفساد، لأنها يراد منها الهروب والتهرب من أي رقيب أو حساب من بغداد أو باقي العراق كما تعني الإرهاب والمليشيات والطائفية والتهجير وقتل الأبرياء ، وكما كان ثابتاً ومتحققاً قبل أن ينتفض الوطنيون الأبطال من الجيش والشرطة وأبناء العشائر الأخيار. وتعني الغدر والخيانة للتضحيات ودماء الشهداء ، التي بذلت وسفكت من أجل إنقاذكم وتخليصكم من تسلط الإرهاب والمليشيات والفساد والمفسدين والسراق، والتضحيات لا زالت وهي تضحيات غالية ونفيسة وقد جاد بها إخوانكم وأعزاؤكم العسكريون وغيرهم من غير البصرة الحبيبة نعم من العمارة والناصرية والكوت وبغداد، من النجف وكربلاء، من الديوانية والسماوة والحلة والانبار، من صلاح الدين وديالى وكركوك والموصل وغيرها من مدن العراق، نعم يا أبنائي أيها البصريون الأعزاء كل تلك التضحيات من أجلكم فهل يعقل تنكّركم وجحودكم وغدركم وخيانتكم لهذه التضحيات ؟ كلا وكلا وألف كلا ....... فعهدنا بكم الكرم والشهامة والآباء والتضحية والفداء , وتعني الخروج عن العراق وعلى الأعراف والتقاليد العراقية النبيلة، وذلك لأن هذا يتحقق فيما إذا لا حظنا ما ذكرناه في النقطة السابقة من تحقق الجحود والغدر والخيانة ونكران الجميل والمعروف ، بل أن التفكير بفدرالية البصرة يعني قطع أواصر الربط والإخوة والمحبة والتآلف بين العشائر وأبنائها وأبناء الوطن الواحد . و تعني الخروج على الإسلام والأخلاق الرسالية الإلهية، وذلك لأن التفكير بالفدرالية والسعي لتحقيقها وعلى نفس نهج وتفكير المتسلطين الماكرين وخداعهم، فانه يعني الاختصاص والأنانية والذات وعدم الاهتمام بأمور المسلمين العراقيين فلا يكون هذا الشخص وفكره من الإسلام ولا من المسلمين ، وكذلك فهو خروج وجحود بالتوادد والتراحم الذي أوصانا به الشارع المقدس في ان نكون كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى، فأين أنت من الإسلام ومن الإيمان ؟! إذن كيف تقبل بخداع المخادعين وكيف تسير في مخطط الصهاينة البغيض . ؟! وتعني انتفاء البصرة وزوالها، لان نفس المبررات والخدع والدعاوى الباطلة التي قيلت وطرحت لتبرير الخداع بفدرالية البصرة يمكن أن تقال وتطرح في فدرالية الفاو أو فدرالية أم قصر وهكذا في كل منطقة متصورة في البصرة.... وما رأيكم يا أعزائي لو وصل الأمر أن كل مهندس مع كادره الفني المسؤول عن عين أو بئر نفط يعلن فدرالية بئر النفط (س) والآخر فدرالية بئر النفط (ص) وهكذا....، وهذا متوقع مادام الكلام وكل الكلام والصراع وكل الصراع على النفط وآباره وعيونه ومصادره ومناطق وطرق تهريبه.... وليس بغريب طرح فدرالية المحافظات وفدرالية آبار النفط ما دامت نابعة من فكر ومنهج زعاماتهم السياسية والروحية صاحبة الفتوحات التي أضحكت الداني والقاصي عليها، فأرجو السؤال والمعرفة عنها ... }} . هذا جانب بسيط من صوت الحق الذي السيد الصرخي الحسني , وهذا الصوت الوطني لم يكن هو الأول أو الأخير بل سبقه وتبعه خطابات وبيانات ومواقف تمثل الصوت العراقي الحي من اجل تخليص العراقيين من مشاريع الظلم والطغيان والتمزيق والتفريق ويبقى هذا الصوت الوطني مدويا إلى أن يشاء الله سبحانه وتعالى لكي يقرع أسماع أعداء العراق وشعبه ممن يزرعون بذور التقسيم والفتنة ويخالفون أمر الله سبحانه وتعالى الداعي إلى الاعتصام والتمسك بحبل الوحدة { وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً ... } آل عمران103 . 1