حذر مجلس محافظة البصرة من فقدان كميات «هائلة» من النفط العراقي بسبب استمرار الكويت في حفر آبار نفط مائلة قرب الأراضي العراقي، واتهم المجلس الكويت باستخدام هذا الأسلوب في الحفر لاستنزاف الاحتياط في المنطقة الحدودية، لافتاً إلى أن التجاوزات الكويتية تم توثيقها ورفعت إلى الحكومة للنظر فيها. وكان النظام العراقي السابق استخدم هذا الاتهام مبرراً لغزو الكويت عام 1990. لكن الكويت نفت ذلك وأكدت انها تستخرج النفط من أراضيها. وقال رئيس لجنة النفط والغاز في مجلس محافظة البصرة فريد الأيوبي ل «الحياة» إن «الجانب الكويتي مستمر في حفر أعداد كبيرة من الآبار قرب الحدود وهو يركز على استخراج النفط الثقيل القريب من السطح في المناطق بكميات تقارب 250 ألف برميل يوميا». وأوضح أن «العراق يخسر يومياً كميات كبيرة من نفطه بسبب تلك الأعمال فالمناطق الحدودية تحتوي على ثروة هائلة، ومن السهل نسبياً تنفيذ أعمال الحفر فيها بسبب طبيعتها الجيولوجية». وزاد: «ليس مقبولاً أن توسع الكويت المشاريع المتعلقة باستغلال المكامن النفطية الحدودية بدلا من التركيز على استخراج النفط من الحقول البعيدة عن الحدود». وأوضح ان»شركة عراقية بدأت حفر أعداد قليلة من الآبار، وبجهد متواضع لا يمكن مقارنته بالجهد الكويتي». وأكد ان «الكويت حاولت من قبل بأساليب ملتوية عرقلة جهود العراق لاستخراج النفط من أراضيه القريبة من حدودها. إن مشكلة تقاسم الثروة النفطية في الحقول الحدودية المشتركة يفترض أن تحل من خلال تقسيم تلك الحقول بين البلدين»، داعياً اللجان المشتركة لترسيم الحدود إلى «الإسراع في حسم هذا الأمر». من جانبه، قال رئيس لجنة الأمن والدفاع في مجلس المحافظة علي المالكي ل «الحياة» إن «الآبار الكويتية الحدودية أكثرمن 100 بئر وهي تنتشر على امتداد الحدود البرية بين البلدين، وبعضها يبعد أقل من 150 متراً عن الأراضي العراقية». وأضاف ان «الكويت تتبع أسلوب الحفر المائل لاستنزاف النفط من باطن الأراضي العراقية. وتم توثيق ذلك وأبلغنا الأمانة العامة لمجلس رئاسة الوزراء». إلى ذلك، قال الخبير في شؤون إقتصاد النفط عبدالجبار الحلفي إن «مساحات بسيطة نسبياً من الحقول العراقية تقع خارج البلاد، لكن العراق أضعف من جيرانه تكنولوجياً ومالياً في استغلال المكامن النفطية المشتركة. ولم يتوصل حتى الآن إلى عقد اتفاقات مع إيران والكويت لاستغلال تلك المكامن، لأسباب منها عدم حسم ترسيم الحدود معهما». وتابع إن «الكثير من الدول بدأت تعتمد على أنواع مختلفة من الحفر العمودي وتوصلت إلى إستحداث تكنولوجيا تتمثل بالحفر ثلاثي الأبعاد أو الحفر المائل للوصول إلى كميات إضافية».