على الرغم من التوسع في إنشاء عدد من الجامعات الحكومية لإفساح المجال أمام الطلاب خريجي الثانوية العامة الراغبين في إكمال الدراسة ، إلا أن الآلية التي يتم من خلالها قبول الطلاب يكتنفها الغموض ، ففي حين خطت وبشكل مميز جامعة جازان وجامعة الملك خالد في أبها استخدام طريقة القبول الفوري في التخصص الفرعي مباشرة.. عن طريق استخدام المؤشرات التي تكشف عن التخصصات المغلقة أو التي لا تزال متاحة ، إلا أن اللافت للنظر أن باقي الجامعات تستخدم الطريقة التقليدية في القبول للكلية التي يرغب بها الطالب وتترك عملية التخصيص في القسم إلى ما بعد إنهاء السنة التحضيرية ..وفي ضوءها تتاح الفرصة للطالب للدخول في التخصص والتي تحددها الطاقة الاستيعابية للقسم وكذلك المعدل التراكمي. وفي هذا جناية على الطالب إذا كان يرغب في التخصص بقسم معين دون غيره، وإذا به يتفاجأ بقبوله في تخصص بعيد عن طموحه بعد أن يكون قد قضى سنة دراسية كاملة، مما يجعل الطالب في حيرة من أمره، بالقبول بالتخصص المتاح.. على أمل أن يتم تحويله إلى القسم المرغوب بعد عام دراسي آخر، وهو أمر قد يتعذر أحيانا بسبب طاقة القسم أو عدم حصول الطالب على معدل تراكمي مناسب يضمن من خلاله عملية التحويل. وهنا تبرز مشكلتان : أولاها إجبار الطالب على إكمال التخصص المتاح دون غيره حتى لو كان غير مرغوب فيه ، وثانيها قيام الطالب بالفصل من الجامعة للبحث عن جامعة أخرى تضمن له التخصص المرغوب بعد أن يكون قد أمضى سنوات من عمره على مقاعد الدراسة، تتضاءل معها فرصة القبول نظرا للتنافس المحموم مع الخريجين الجدد التي تتاح لهم فرصة القبول بشكل أفضل. أملنا كبير في وزارة التعليم العالي بالبحث عن مكمن الخلل في عملية القبول وإيجاد الحلول من خلال توحيد فترة القبول بين الجامعات بحيث يكون على فترتين حتى يتسنى لكل طالب التسجيل في التخصص بجامعة واحدة دون غيرها، ويتم من خلالها القبول الفوري على أن يتم إقفال النظام وعدم تمكين الطالب من العودة للتسجيل مرة أخرى إلا بعد انتهاء الفترة الأولى. ويمكن للطالب أن يقوم بالتسجيل من خلال الموقع الموحد وتزويده برقم القبول الفوري على أن يقوم الطالب بإكمال اللازم مع الجامعة في فترة زمنية محددة لتأكيد الطلب ،فهل تقوم جامعاتنا بتوحيد فترة القبول من خلال موقع موحد لكافة الطلاب نرجو ذلك. 1