يقول عليه الصلاة والسلام (لا يشكر الله من لا يشكر الناس), ويقول أيضا ) من صنع إليكم معروفا فكافئوه، فإن لم تجدوا ما تكافئونه فادعوا له حتى تروا أنكم قد كافأتموه). إلى الأم العظيمة خُلُقاً وأدبا, إلى الأخت الكريمة عَطْفاً ورُحْمَا ,إلى صاحبة القلب الحنون ,إلى من زرعت البسمة في شفاه الحيارى , ومسحت الدمعة من عيون الثكالى , إلى من وهبت وقتها ومالها وجهدها فداءً لفئتين غاليتين من فئات مجتمعنا ,فئة التوحد وفئة الفصام ,إلى صاحبة السمو الأميرة / سميرة بنت عبدالله الفيصل آل سعود , رئيسة جمعية أسر التوحد الخيريّة بالرياض حفظها الله ورعاها ,,, سيدتي الكريمة , أحمل بين طيّات خطابي هذا باقات شكر وعرفان وتقدير من آباء وأمهات أطفال التوحد والفصام , ودعوات أطفالٍ - لامستهم وآوتهم رحمة قلبكم الحيّ- لتحث عليكم من رب كريم بالخير والرحمات. أيتها الأم الحانية , أخلصتم النيّة لله وأنفقتم من أجل الله وعملتم لدخول جنة الله , فحصلتم في دنياكم على توفيق الله . فصنعتم من العدم جمعيةً أسر التوحد الخيريّة, فعمّْت خيراتها أهالي أطفال التوحد والفصام في جميع أقطار السعودية , وآوت الأطفال واستظلوا تحت ظلّ عطائها, فوجدوا الأمان بعد أن فقدوه, ولمسوا الحنان بعد أن أضاعوه, ونشرتم بحر المعرفة بين أقوام جهلوا ما تعنيه كلمة التوحد ,وكتبتم اسم العمل التطوعي بمداد من ذهب في سقف السماء , وكنتم ندّاً قويّا ضد المهملين السلبيين , وصوتا قاطعا يحق الحق ويبطل الباطل ولا يخشى في الله لومة لائم. أيتها الأم الرحيمة , حضرتُ مساء الأربعاء الماضي ملتقاً يحمل عنوان جمعية أسر التوحد الخيرية وفي مضمونه ترفيه لأطفال التوحد ولقاء تشاوري بين الآباء والأمهات, حضره بعض من الآباء والأمهات والأطفال والإعلاميين, وقد كنت أنا وعائلتي ممن حضروا هذا اللقاء بدعوة مسبقة من أخ عزيز, فاستشفيت من أكثر ممن حضروا من الآباء, التذمر و الانزعاج وعدم الرضا , وأنا منهم بل أولهم, فكيف يقبل الجريح أن يتكلم عن آلامه من لم يعرف قطّ معنى الألم , وما عاش يوما عيشةً فيها حسرةٌ أو سقم , سيدتي الكريمة, صنعتم منظومة من حلقات شبه متكاملة ولتكتمل حلقات المنظومة , عليكم بوضع النقاط فوق الحروف وإيجاد من يستشعر معنى التوحد وما يعانيه الآباء والأمهات , وما يحتاجه الأطفال من مستلزمات وخدمات, فما رأيناه يخالف مبدأ سموكم الكريم فأنتم تستشعرون معنى الألم والمعاناة وغيركم لم يتعلم أبجدياتها. أيتها الأم الأميرة , أطفالنا أمانةٌ بأعناقنا فلابد أن نجد لهم مستقبلاً يعيشون فيه بأمان , وما كتبت هذا إلاّ استشعارا لعظم هذه الأمانة . وخوفا عليهم من غد آت, وأخاف أن يعيشوا بمجتمع يهبهم الحسرات والويلاتْ. ولا يخفى عنكم ما يكابده أطفالنا التوحديون من عناء في وطن الخيرات. سمو الأميرة, عرفناك بخير ما تقومين به لأطفال التوحد والفصام , ولا أحد يستطيع إنكار ما قد قمتِ به من أجل هاتين الفئتين , لذا أهمس لك بأن تستمري في مطالب أطفال التوحد وحاجياتهم وألا تتوقفي أو تتراجعي فأنتي الصوت الذي يعلو ولا يعلى عليه وأنت تلفظين الحق والحق سيف في أوجه الظلّام .