خلق الله الانسان بميزة خاصة تفوق جميع الميزات وهي العقل الذي واجه الطبيعة وظروفها القاسيه ,وبه طار الى رحاب الفضاء وسبق الزمن وبنى الحضارات العريقة على الارض ,ومن تلك اللحظه خوطب ان لا بد لك ايها الانسان من ان تبلغ درجة الكمال وان تتعلم وتفهم وتبصر وتدرك وتسمو بعقلك لكي تبلغ الكمال ما أمكنك " كما يقول تعالى ( إقرا وربك الاكرم , الذي علم بالقلم ). وما شدني الى كتابة هذا هو مارأيته بعينيَّ ومالمسته في شيخ قبيلة هروب ,فأبا حسن أطال الله في عمره فالله درَّهُ من شيخ حكيم , ينبهر جميع أفرد القبيلة من عقله ,وحكمته وصبره , وفي معالجاته من أمور , وما تواجهه من مشاكل القبيلة , ومع هذا فمنهم من يرمي بكامل المسؤولية عن عدم تطور المحافظة على عاتقه , دون ان يعلم حدود صلاحياته في ذلك , ومنهم من يعلم ذلك فيصمت وبالرغم من كل تلك المعضلات في تدني مستوى خدمات المحافظه إلا أن الشيخ لا يزال يبذل قصارى جهده فيما يخصُّه وفقا لما يستطيع , ووفقا لصلاحياته من أمور , واصلاحها بالشكل الذي ينبغي أن يكون . واما عن القصور فان الجميع يعلم أنه لا يخلُ عمل من وجه من أوجه القصور , فالكمال لله تعالى , وأعي تماما اختلاف وجهات النظر من شخص لآخر , ولكن الأهم من ذلك الوصول الى الهدف المرسوم , وليس الخلاف والتنافر في وجهات النظر , فالراي السليم والصائب هو الذي سيفرض نفسه ؛ وما دام الاختلاف بالرأي لايفسد للود قضية , ومادمنا نهدف إلى تلافي تكرار الأخطاء فلابد من تقبل النقد والرأي الاخر , حتى لو لم يستسيغه الآخر ,فليس عيبا أن يخطئ المرء ولكن العيب أن يستمر في لخطأ . وفي الأخير اكرر ماسبق ذكره في شيخ شمل قبائل هروب من عقلانية ,وحكمة , وصبر ,و تقبله للرأي الآخر ورحابة صدره , وكأني به يردد ويقول لمن انتقده في الخفاء ولم يواجهه بالراي الحكيم ويريد افشاء الكره والبغضاء , ماورد على ألسنة بعض الشعراء . اذا نطق السفيه فلا تجبه =خير من اجابته السكوت سكت عن السفيه فظن أني =عييت عن الجواب وما عييت ولكني اكتسيت بثوب حلم = وجنبت السفاهة ما حييت شرار الناس لو كانوا جميعا =قذى في جوف عيني ما قذيت فلست مجاوبا ابدا سفيها =خزيت لمن يجافيه خزيت وقال الصفدي . لاستشعر الحلم في كل الامور =ولا تسرع ببادرة يوما الى رج 1