لايوجد في جدة أشهر من مستشفى عرفان الذي أغلقته وزارة الصحة عندما تسبب خطأ مهني في وفاة حفيد رجل الأعمال عبداللطيف جميل , لكنها ريهام الحكمي مجرد فتاة فقيرة أصابها فايروس الإيدز لخطأ ( بسيط ) غير مقصود من مستشفى حكومي في جيزان . حقيقةً .. لم تتجاهل وزارة الصحة الأمر .. فهي حريصة كل الحرص على صحة المواطن .. فقد أصدرت تصريحاً صحفياً .. أو سمه بياناً .. ( تعتذر ) فيه لأسرة ريهام على الخطأ ( الفردي ) البسيط الذي وقع فيه أحد موظفيها !!! كما وعدت الوزارة أسرة الطفلة بالتحقيق في القضية ومعاقبة المتسبب .. وهل تريد المريضة وأسرتها أكثر من هكذا اهتمام من سعادة الوزير ووزارته ؟! هي الحقيقة المرة .بعض المسؤولين لايعتبرون المواطن الفقير سوى مخلوق بسيط يكفيه بعض مايصله من خدمات يستكثرونها عليه ... والدليل خروج الطفلة ريهام بعد يوم واحد فقط من مستشفى الملك مع موعد للمراجعة بعد شهر , هل وصل الاستهتار بحالة المواطن لهذه الدرجة ؟ وماالذي نتوقعه في قضية الطفلة ريهام ؟! ستصل لجنة تحقيق وسيستمر التحقيق لأطول فترة حتى ينسى الرأي العام القضية , وفي الخفاء سيتم إسكات أسرة المريضة بشيء من فتات الوزارة .. ف( علي الحكمي ) رجل فقير سيكتفي بأقل القليل , ولن تضحي الوزارة بأحد من قياداتها من أجل طفلة فقيرة تعيش في أطراف الدولة . للأسف .. مازال حال مستشفياتنا تعيش في حالة من الفوضى وعدم الاهتمام بحياة وصحة المواطن المغلوب على أمره , فالمريض الذي يراجع تلك المستشفيات لتخفيف ألمه وتضميد جراحه ، يخرج منها مصاباً بمرض أشد فتكاً ، وألم أشد وقعاً , فلمن نشكو الأخطاء الطبية , ولمن نشكو انعدام المسؤولية , ولمن نشكو انعدام المهنية في العمل ولمن نشكو سماسرة الأطباء غير المؤهلين , هل نشكو ذلك لوزارة الصحة التي ( تعتذر ) لقتل طفلة في مقتبل العمر ؟!! 1