علاقة المريض والمجتمع حوله تعتمد على مدى ثقافة المجتمع وتقبله بحقيقة المرض قدر الله تعالى أن تصاب احدى الاخوات الفاضلات بسرطان المرئ الذي وقف سدا منيعا في وجه اللقيمات الصغيرة للعبور للمعدة حتى فتات الخبز وحبات الارز لا تستطيع المرور الا لجرعات بسيطة من قطرات الماء لا تكفي لسد الرمق وبدأت رحلة المعاناة في أروقة المستشفيات الذي تطلب السفر الى العاصة الرياض الأم الحاضنة لجميع الامراض المستعصية وتباينت ردود الافعال التي امتزجت بمرارة الاقوال من شريحة النساء بالتحديد فالمريضة تعني لهم الكثير من قرابة الدم والجوار والصداقة , ومن الاخوات من فضلت البقاء بعيدا عن الاضواء والاحداث مخافة العدوى تتلقط الاخبار من مصادر اخرى بالغت في الوصف والتحليل والاثارة واظهرت الشفقة المطلقة من خلال رسائل الجوال التي الحزينة وعند الاتصال تسبق كلماتهم الدموع ومنهم من قالت لا تتحدثون عنها اصبحت من الاموات وهكذا كانت البدايات لا أحد يتفائل أو يظهر بصيص أمل أو يضئ شمعة في حياتها المظلمة ومنهن من ركبت عناء السفر واللحاق بالركب من اجل الحصول على الاخبار العاجلة والطازجة واعطت صورة مشوهه للمريضة وزادت من المواجع والالام في سبيل نقل الحدث كما هو وحديثها يحمل الكثير من المغالطات ما الله به عليم ومن تحدثت عن الشفاء وحفزتها على البقاء خدمت قصتها برجوع الداء في خضم الاحداث المتسارعة التي عبرت حاجز العام الواحد وتكللت الجراحة بعملية استئصال للعضو المصاب بالورم الخبيث المرئ وتحت اشراف كادر طبي سعودي متميز نجحت العملية ولله الحمد التي استغرقت قرابة العشر ساعات وعاد الامل من جديد للحياة بعد صراع على جبهتين المرض الخطير و ثقافة المجتمع الضحلة والسطحية وبعد العودة لديار جاء الزوار زرافات من كل القرية وما جاورها يدفعهن الفضول ومعرفة الاحوال واثار المرض على صحة المريضة لا لعيادتها والتخفيف من ألامها احدى الزائرات وقفت مدهوشة من المنظر وكأنها تناظر سرير خاوي على عروشه لا يجلس عليه احد من الجسم الهزيل واثار المرض الذي اقتحم اللحم واذابه ذوبان الشحم في القدر يالله ماهذه العقلانية المتخلفة التي لا تجد سوى التجريح والتنكيل ومنهن من فاتحتها برجوع المرض وانتشاره سريعا في أماكن مختلفة 0 هذا السياج الهش في المناعة بسبب علاج الكيماوي لم يصمد طويلا في ظل الزيارات التي تمتد لفترة طويلة لم تتمكن من الراحة الكافية ونظرات المجتمع التي لاترحم. 1