يعد التعليم باستخدام الوسائل التقنية الحديثة حاجة ملحة ، فالتكنولوجيا لغة العصر ، ومن لا يعرفها أشبه بالأمي ، وتفعيل تقنيات التعليم أصبح ضرورة لا ترفاً ، والمدرسة التي تقدم تعليماً تقليدياً دون تفعيل للتقنيات الحديثة أشبة بمصرف لا يقدم لعملائه بطاقات الصراف(ATM) ، ووجه الشبه في كلا الحالتين : العزلة عن العالم ، والانفصام عن الواقع . وأصبحت الفصول الذكية ( الإلكترونية ) المعتمدة على التقنية الحديثة ، والوسائط الإلكترونية المتعددة ؛ كالسبورة الذكية ، والكاميرا الوثائقية ، والبرمجيات الحاسوبية ، ووسائل العرض الجاذبة ... الخ أصبحت ضرورة ملحة في هذا العصر المتسارع ، لتطوير النظام التعليمي والتربوي ، وتنظيم وقيادة عمليات التعليم والتعلم ، كما أن الفصول الذكية تمثل حاضنة مناسبة للتعليم الإلكتروني ، وقاعدة أساسية يستطيع المعلم من خلالها تقديم مادته العلمية في جو من المتعة والجاذبية ، وبعيداً عن الرتابة والملل . والعجب كل العجب من معلم لا يزال حتى هذه اللحظة متمسكاً بأدوات تدريسية قديمة ، ناسياً أو متناسياً أن الطالب القديم غير الطالب الجديد ، بل إن الجيل غير الجيل ، وربما تمر السنون والأحقاب على نوعية من المعلمين ولم يطرأ على ممارساتهم التدريسية من تغيير سوى السبورة التي كانوا يكتبون عليها حيث كانت خضراء فأصبحت بيضاء ، وكانوا يكتبون بالطباشير فتحولوا إلى الأقلام . إننا في أمس الحاجة إلى أن نمارس الاحترافية في التعليم والتعلم ، من خلال تغيير النمط السائد المبني على تلقين الطالب كماً هائلا من المعلومات ، إلى نمط حديث جاذب يزيد من دافعية الطالب نحو التعلم ، وينمي التفكير الإبداعي لديه ، ويحوله إلى مشارك وباحث عن المعلومة ، ومحور أساسياً للعملية التعليمية ، إذا أردنا أن نفي باحتياجات الطلاب المعرفية والمهارية والوجدانية . عبدالله أحمد زقيلي [email protected]