يحزن الإنسان عندما يرى موروثه يوأد حيا، ويتوارى عن المجتمعات الأخرى ، أو يصلها مشوها , ويشتد الحزن عندما يكون السبب من بني جلدته الذي تجرد عن كل مسؤولياته ،فشوه صورة موروثه العظيم ،وسلب أعظم صفاته ويتعمق الحزن أكثر عندما يتجاوز العبث بأعظم موروث إلى العالم الخارجي ،فيظن أن ذلك العبث هو موروثنا الذي نفتخر به ،ونؤكد بقاءه ما بقيت الحياة0 ما أقبح الإنسان عندما ينسلخ من جلده ،ويرتدي جلدا ضعيفا ضيقا يجعله مكان السخرية والاستهزاء ،وما أشد قبحه عندما يتخلى عن واجبه الاجتماعي والمهني ،ويهتم بالظهور فقط ليست له أي رسالة0. أخي في الإسلام والعروبة تكرر مشهد ظهورك هنا وهناك وأصبحت معروفا يشار إليك بالبنان ،نعم يشار إليك هنا أنك لا تمتلك أسلوب الحوار ولا لغته ،يشار إليك أنك ضيق الحدود لا يحاكي إلا مجتمعه المحلي ولربما ضاق عن مجتمعه المحلي بتدحرج لغة الحوار إلى عامية سحيقة وأسلوب مجرد من الاحترام لا يقبله عاقل مهما كان وإن ظهورك بذلك الأسلوب العامي لدليل قاطع على فرديتك وعجزك عن فهم رسالتك ،وحمل هموم أمتك , إن تلك الفرية القبيحة ،والعجز الفاضح ليسا وليدي الساعة بل من عصور سابقة وذلك بسبب الامتزاج الجنسي والثقافي واللغوي ، وعندما دبَّ اللحن على اللسان العربي فهب الغيورون إلى الدفاع عن لغتهم ،وتنقيتها من الدخيل عليها ،واستمرت معركة الصراع من عصر لآخر حتى عصر الانفجار المعرفي والتقني ، الذي يستطيع إنهاء الصراع ،ونشر موروثنا صحيحا قويا كما كان الوسيلة الوحيدة للتفاهم والوحدة0 مرت الأيام وتعددت ولم تزدنا إلا بعدا ،إذ أصبحت الوسائل سلاحا خطيرا بأيد بعض أبنائنا الذين يجهلون رسالتهم تجاه الأمة ،ولا يهتمون إلا بالشهرة والمادة ولقد أذبنا الفصحى عندما شوهنا تراكيبها مع العمالة الوافدة ،وأضعفنا علاقتنا بها عندما أصبحت العامية لغة التخاطب بيننا وازاد الخطر عندما رضينا بالشعارات والمسميات الأجنبية لكثير من الشركات والمحلات التجارية على أرضنا 0 والآن بلغ الخطر ذروته وأصبحت العامية لغة الكثير من المحطات الإذاعية والقنوات الفضائية التي يصل صوتها إلى العالم أجمع بصورة مزورة ضيقة المعاني مختلفة الألفاظ من مجتمع لآخر لا تؤدي الرسالة ولا تحقق الهدف 000 فإلى متى هذا العبث السخيف الذي لا يليق بنا؟ 1