المواطن دائما ينتقد. ويتذمر من عمل الجهات الحكومية ويستعجل النتائج وكأن العالم سيسبقنا !! فتجد المواطن يطالب المسئول بحلول بينما المسئول لا يملك عصا سحرية وقد لا يملك حلولاً أصلا ومن العبث أن تطالب من لا يملك شيئا أن يعطي ، انصفوهم فالمسألة ليست كما تظنها بل تحتاج للكثير الذي لا يدركه إلا اشخاص قلة احاطوا بعلم لا يحيط به إلا من يملك دماءا ارجوانية ، فحتى المتخصص في ذات المجال لا يفهم ولا يستطيع أن ينصح أو ينتقد لأنه ليس في موقع المسئولية وهذا الموقع حكرا للنادرين. ، فكيف بربك يستطيع مسئول أن ينفذ خطوات الحل وهو لم يأخذ وقته ، مجرد عقد من الزمن وهو ينظم اوراقه ويدرس المشكلة وربما بعد عقود سيأتي الحل لا تستعجل ، فهو يقضي فترته في المسئولية يصلح أخطاء من سبقه وسيأتي بعده من يقوم بنفس الدور وتبقى الادارات والوزارات بدون خطوط طويلة المدى ، بل كل من استلمها فعليه أن يعيد صياغتها برؤيته التي تنتهي فور خروجه من موقعه. فارتفاع الاسعار بشكل غير منطقي مشكلة ربما يأتي الحل الجذري لها في عمر ابنائنا أو أحفادنا فلا تكن أنانياً وتريدها في زمنك ، والخطة قد تم وضعها وهي تسير ، فأيما مشكلة واجهتك ستجد خيارين أما التعود عليها أو حلها وربما تحتاج الخيار الأول وما أجمل الصبر فهو قيمة انسانية لا يستطيعها إلا العظماء ونحن شعب عظيم ، وإذا كنت تصر على نقاش المشكلة بشكل دقيق فعليك التدرب على الدوران في الدوائر المفرغة وأنت تطارد المشكلة من جهة لجهة وكل جهة منها ما أن تصل إليها حتى تقذف بك لجهة اخرى وتتخلى عن المسؤولية وهكذا تظل تدور حتى يداهمك الدوار ، ووزارة التجار لا تعنى إلا بالتجار أمام النقد الكبير والأخطاء الكثيرة التي تقع فيها وزارة مثل وزارة التربية والتعليم كنت ممن ينتقد عملها ولكن ادركت أن النقد لم يكن موفقاً فها هي ثمرة العمل فأمام تكدس الطلاب في الفصول بأعداد كبيرة ومخرجات التعليم التي لا تستطيع الدخول لميدان العمل بخبرة ومحصول معرفي واستعداد مهاري وسلوكي مناسب ، ومشاكل أخرى كثيرة ، فالوزارة قد قامت بالكثير من الأعمال الجيدة وليس آخرها الحل السحري المتمثل في شعار للوزارة كل عام وشعار رمزي هو انجاز عظيم يحسب للوزارة . فمع تكدس طلابنا في الفصول بمعظم المدارس خاصة بالمدن , وأحيانا كثيرة عدم ملائمة المدرسة لسلامة الطلاب والعاملين بها ، وعدم تهيئة الطالب لما يلي من مراحل فيكفي أن تعرف أن العامل المشترك في مشاكل كل المدارس هو شعار الوزارة القديم ، ولذلك تم تغييره لا يهم كم كلف من الميزانية الأهم أن المدارس سيصبح عليها شعار جديد وهو كفيل بحل مشاكلها ، كذلك بالنسبة للخريجين من مدارسها والذين كان مجالهم (حافز) فلم يعد هناك أي مشكلة تؤرقهم فاستمارة الثانوية سيطبع عليها الشعار الجديد ولك أن تتصور كيف سيصبح الخريج الذي تحمل استمارته الشعار الجديد مرحبا به في كل القطاعات ، وما جعلني اقول هذا هو قدر ما شكله الشعار من نقلة نوعية في الطالب والمعلم والمدرسة ومخرجات التعليم ، مرورا بمكافحة الفساد وحقوق الانسان وحماية المستهلك فهي مؤسسات اثبتت فاعليتها من حيث أنها تتردد كثيرا على افواه المواطنين ويعلقون عليها آمالا عريضة وأحلام ذابلة وأحيانا يعلقون عليها الغسيل ، بينما يفترض بالإعلام النزيه ( يقرب لنزاهة ) أن يمجد الانجازات الصغيرة ويتغاضى عن الاخطاء الفادحة فمن راقب الناس مات هما ، وكثر الدق لم يعد يفك اللحام فمع التطور اصبح اللحام اقوى من ان يفكه الدق ،عذرا أيها المسؤول فنحن اسأنا الظن ولكن ما نراه من واقع يجعلنا نراجع موقفنا , وما دامت القافلة ذاهبة إلى طريق الرمضاء والرمال والظمأ ولم تعبأ بنباح الكلاب التي تنبهها لذلك فالتظل القافلة تسير القافلة وعلى الكلاب أن تبحث عن عمل مفيد بدل النباح الذي كان دائما يجد آذانا صماء من القافلة بالمناسبة في قصة خرافية أن هناك شيخ كان له عصا سحرية يضرب بها الدرهم فتصبح دينارا... ووجود هذه العصا يحل مشكلة (من أين لك هذا). 1