لا أعني بهذا العنوان تلك الرواية الشهيرة للكاتب, والأديب, والرسام الفرنسي فكتور هوجو, صاحب المقولة : ( أنا الذي ألبست الأدب الفرنسي القبعة الحمراء ) يقصد بذلك قبعة الجمال !. ويشدني ما قاله هوتفيل هاوس, حيث قال : ( مادام ثمة هلاك اجتماعي بسبب من القانون, أو العرف فذلك يخلق ألوانا من الجحيم على الأرض ). كثيرة هي صور البؤس في زوايا مجتمعاتنا العربية قاطبة إلى حد الذهول الممزوج بملامح الاستغراب في الاحتكام إلى بعض الأمور دون ضابط, أو حتى مساحة من نقاش. أحببت أن أتناول صورة واحدة من صور البؤس التي أبكت تلك العيون البائسة, و أزالت النور عن تلك العقول فأضحت في غيبوبة تامة.!! هذه الصورة هي صورة ( العرف والتقاليد) أو كما يحلو لي تسميتها ب (العيب الوهمي). نعم العرف والتقاليد التي غيبت ضابط العقل, والمنطق, وقبلهما الدين, حتى أضحت أغلالا تُعيق تحركات البشر, فكانت زاوية البؤس لهم ملاذا رغم جحيمها !!. للأسف نهاب العرف, والتقاليد بشكل مهيب, حتى أن ذات الخوف تسبب في تأخر التحرك نحو الحرية من تلك القيود التعيسة.!! حتى لا يُفسر البعض كلامي هذا هجوما على العرف, والتقاليد المتزنة, لذلك أقصد من هذا الحديث هو ما يتنافى مع تعاليم الدين السمحة, ويقيد المجتمع بثقافة العيب الوهمي من وجهة نظري. فلماذا نجد شابا لا يعمل في مجال بسيط كون المجتمع يصنف العمل فيه بالعيب!! أو فتاة لا تلتحق بأحد المجالات العملية أو التعليمية لذات الثقافة اللعينة و النوايا الخبيثة !! . يتوجب على المجتمع إعادة هيكلة بعض التقاليد, والرجوع إلى تعاليم الدين, والاحتكام إلى الدين بدلا من العرف, حتى يتم تنوير المجتمع من تلك الثقافة المرهقة . صحيح ثمة تحرر من ثقافة العيب الوهمي, ولكن تسير ببطء شديد, وهذا شيء طبيعي كون التحرر من أي ثقافة تتطلب سنوات عديدة لتقبل التغيير فيها فهي في الحقيقة فكر, والفكر لا يتغير إلا بالفكر, قياسا على قاعدة أن علاج السلوك لا يتم إلا بالسلوك . ويتطلب تحقيق ذلك الصبر والمثابرة. ربما أن فكرة المقال متسعة الحدود, والغرض منه بات واضحا للقارئ الكريم . فهل إلى ذلك من سبيل ؟!. فاصلة : إطار ( الدين ) في حياتنا يزيد من تحركاتنا, بعكس إطار ( العرف ) فقد يعرقل تحركاتنا. 1