الحرب العالمية الدموية الثالثة بين معسكري الشرق والغرب كنسخة مطابقة لما كانت عليه الحربين العالميتين الأولى لن تقوم ، فجميع الدول الخارجة من تجربة حروب دموية طاحنة من المعسكرين الشرقي والغربي على حد سواء لن تقامرا بنظمهما وبشعوبهما من أجل مصالح الآخرين وخاصة من أجل مصالح العرب والمسلمين غير المقبولة أو المعترف بها في الغرب والشرق على حد سواء ، بل هم سيضحون بالعرب والمسلمين وحتى أكثر شعوب دول العالم الثالث من أجل مصالحهم المتشابكة والمتقاطعة المستمرة في المنطقة ، فهذه المعركة الطاحنة المتوقعة المهددة للمنطقة والبشرية ستشتعل تحت مسمى الحرب العالمية الثالثة وبنسختها العربية الإسلامية ، أما أقطابها الرئيسيين فهما جماعة أو حلف أهل السنة والجماعة ومن سيكون بصفهما ولاء أو مصالح من جهة ، وقطب أو جمع أو حزب المرتدين والشيعة ومن بخندقهما من قوى معادية للدين والعرب بالجهة المقابلة . بوادر هذه الحرب الطاحنة بدأ يلوح بالأفق ، فجماعة أهل السنة من العرب والمسلمين سيكونون طرفه الأساسي الأول بجانبه مدفوعا بالمصالح الغرب الرأسمالي بسلاحهم وخططهم وقوتهم الرادعة أو ما كان اصطلح على تسميتهم قديما بمعسكر الروم ، أما الحزب الآخر فبنيته الأساسية وطرفه الأساسي هم الشيعة بالمنطقة العربية ومنطقة بحر قزوين وسيكون مركزيته إيران ، إضافة لبعض الطوائف الأخرى المنتشرة بين ظهرانية الشعوب العربية وتحديدا الطائفة اليهودية في إيران ، والتي ترى بالمسلمين السنة خطرا عليهم وبالعرب أعداء لهم ، وهؤلاء سيكون إلى جانهم بسلاحهم وبمصالحهم وبقوتهم الرادعة روسيا والصين كمصالح وجودية وعقائدية إضافة لبعض دول شرق آسيا التي تدور فكرا وعقيدة بفلكيهما أو تأثرا بإيران خوفا أو مصالح اقتصادية . وكمؤشرات لحتمية وقوع هذه الحرب الطاحنة في المنطقة كان الكثير من الدخان الأسود الدال عليها وكانت ساحاتها التمهيدية ببعض الوطن العربي ، فالحرب في ليبيا مثلا وإن أخذت طابعا ثوريا إصلاحيا ضد نظام العقيد القذافي الفوضوي الشمولي من قبل ذات الشعب الليبي السني المذهب ، إلا أنّ الطابع العدائي ضد المؤيدين لنظام العقيد وفقط لأنهم من أهل السنة بدا واضحا من قبل حزب الشيعة العربي والإقليمي بالمنطقة والذين اصطفوا ووقفوا وقفة رجل واحد وبكل قوتهم وبمقدمتها المخابراتية ضد نظام العقيد المتهم من قبلهم بتصفية شخص العقيد لاعتقادهم بمسؤوليته بإخفاء أو قتل موسى الصدر مؤسس حركة أما الشيعية في ، حيث ساهم السلاح الإيراني إلى جانب الغربي والإسرائيلي المرسل لثوار ليبيا إلى جانب القوة الناعمة للشيعة في المنطقة العربية بشيطنة نظام العقيد وتثوير وعسكرة الشعب ضده بهدف التمهيد لإسقاطه ، وهو الذي تم أخيرا وانتهى بتصفيته شخصيا وتصفية أركانه ورموزه ومؤيديه بعملية مخابراتية قذرة قادها أقطاب الشيعة بشار الأسد وأحمدي نجاد وحسن نصر الله شخصيا حينما كشفوا رقم تلفون القذافي الخاص قبيل مقتله بساعة للمخابرات الفرنسية . أما الهدف الأساسي لهذا المحور الذي باع أهم أقطابه بأول منعطف للغرب هو محاولة اختراق وسط أفريقيا ودول القرن الأفريقي عبر أراضي شرق السودان التي فيها قبائل كثيرة تشيعت نتيجة جهد كبير بذله حزب الله ، أو أحزاب متعاطفة مع ما سمي بجبهة المقاومة والممانعة من مطلقات وطنية ثورية أو تقدمية ، وإلى الشرق نحو سيناء التي تغلغلت إليها المخابرات الإيرانية وخلايا محترفة من حزب الله وتمكنوا من جعلها كمخزن سلاح لخططهم المقبلة ضد مصر وفلسطين ، ونحو الغرب إلى باقي دول شمال وغرب أفريقيا وكله بهدف نشر المذهب الشيعي في شرق ووسط وشمال أفريقيا حيث انتشار الفقر والجهل وببعضها الإلحاد . أما مقدمة هذه الحرب الأوضح فوق تجلت بوضوح وتشكلت أسسها فوق الساحة السورية ، فقد انقلبت مع اشتعال ثورة الشعب السوري كل المعايير والموازين ، وتوضح أكثر الانشقاق العربي خاصة والإسلامي عامة جليا على أسس مذهبية وطائفية وتوافقا بشكل أوضح مع المواقف الإستراتيجية التابعة لكلا الطرفين ، فقد انكشف فوقها وبسببها زيف الإدعاء الشيعي بدعم ثورات الشعوب العربية لاستنساخ الثورة الخمينية وهي المحاولة التي وقف بوجهها نظام صدام حسين لأكثر من عشر سنوات وانتهت بإسقاطه على يد الغرب الذي مكنّ الشيعة من حكم العراق . ولأنّ الغرب له مصلحة بإسقاط نظام الأسد ولكن ليس من باب أنه معاد لإسرائيل كما يتوهم البعض أو يشيع نظامه أنه أحد أقطاب الممانعة والمقاومة الهش ، بل لأنّ ورقته انتهت صلاحيتها تماما كما كانت النظرة الأمريكيةوالغربية لأنظمة القذافي الذي سلم كل مقدراته بالعشر سنوات الأخيرة للغرب ، ونظام مبارك الذي اعتقد أنه حاكم ولاية مصر كإحدى ولايات الولاياتالمتحدةالأمريكية ، وقد ساهم هذا التدخل الغربي المباشر وبنجاح بشؤون الثورات العربية كثيرا بعملية الدفع بالعرب السنة نظما وشعوبا للقبول بالدخول بمحور مقدس ، وهو المحور الذي بدأ يتشكل بشكل واضح في شرق المتوسط ومركزيته تركيا ، إضافة لبعض دول القوقاز المسلمة الخارجة عن سيطرة وتأثير موسكووإيران ، لمواجهة المحور الشيعي أو دول ومناطق الهلال الشيعي المتشكل فعليا منذ أكثر من عشر سنوات بين الطوائف والتي من بينها العلوية والنصيرية الطوائف الأخرى إضافة لشيعة لبنان والعراق وشيعة دول القوقاز وباكستان ومركزيته سوريا وإيران ، وهؤلاء وتحت حماية السلاح الإيراني الأقوى بالعديد والنوعية يمتلكون الإرادة والرغبة بقيادة المنطقة للمرحلة القادمة ، ولحماية الهلال الشيعي الكبير . وبحال اشتعال الحرب بين المحورين وهو المتوقع ربيع أو صيف العام القادم فستكون حربا قذرة بكل ما لهذا الوصف من معان ، فالمبادر لإشعالها سيكون بالطبع المحور الشيعي بتأليب من الدوائر الغربية والإسرائيلية الراغبة بإفراغ المنطقة من أي قوة تهدد مصالحها أو أمن إسرائيل ، أو حال شعور هذا المحور بخروج الأمور عن السيطرة في سوريا وفقدان بشار الأسد لزمام الأمور فيها وهي الحالة الأقرب والممكنة لإشعالها ، أو حال قيام إسرائيل ومن خلفها بعض القوى الغربية بضرب إيران وقدرتها على استيعاب الضربة الصدمة الأولى ، وسيكون بمقدوره هذا المحور حال اشتعال الحرب إلحاق خسائر بشرية كبيرة بجماعة أهل السنة وحلفهم الغربي ، لإمكانية استخدام أذرعته القوية كحزب الله وسوريا وإيران كل أنواع الأسلحة بما فيها المحرمة من تلك التقليدية أو الكيميائية أو الجرثومية المصنعة والمخزنة في إيران ومستودعات كبيرة في العراق وسوريا وجنوب لبنان والمجهزة الآن على صواريخ حاملة لها وموجهة نحو الخليج ونحو الشمال باتجاه تركيا ونحو الغرب بإشارة إعلامية منهم أنها ضد إسرائيل في حين أنها وبالحقيقة موجهة نحو الأردن المتوقع أن تكون ساحة تخزين وحشد وانطلاق ومناطق السنة في سوريا ولبنان ، إضافة لحتمية استخدام السلاح النووي بفرعيه القذر من اليورانيوم المنضب والنووي الذي امتلكته إيران أو أوشكت . أما المتوقع بعد هذه المعركة الطاحنة التي سيسقط بها الملايين من الضحايا بين قتيل وجريح ومشرد من كلا الطرفين ، أنّ النصر بنهايتها سيكون حليف أهل السنة وحلفهم الغربي الذي سيسود المنطقة حتى حين ، والذي لن يعكر صفوه ويفك عرى تحالفه أخيرا إلا خطأين سيرتكبهما الغرب لا شك : الأول : استمرار إيذاء المسلمين والإساءة للدين الإسلامي وللرسول الكريم محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم سواء بالرسوم الكاريكاتورية أو الأفلام المسيئة ، أو وقوع أمريكا بالخطأ الكبير المتوقع وقيامها بنشر كتاب الفرقان المخزن بخزائن دوائر المخابرات الأمريكية والذي كان أعده باحثين متصهينين ورجال دين أمريكيين أصوليين ليكون بديلا للقرآن الكريم ، وثانيهما : استمرار وجود إسرائيل بالمنطقة واستمرار التنكر لحقوق الشعب الفلسطيني واستغلالها الموقف لبدأ عملية بنائها الجديدة كدولة يهودية القومية بما قد يحمله من خطر تنفيذها لسياسة الترانسفير للفلسطينيين باتجاه الأردن أو جنوبا باتجاه غزةوسيناء ، ووقوع الغرب بالخطأ الاستراتيجي الكبير بإعلانهم الاعتراف بالقدس عاصمة أبدية موحدة لدولة إسرائيل اليهودية. [email protected] 1