كلما دار الحوار في المجالس العاديّة عن مستوى الخدمات ، يطلق المواطن شجونه ليتحدث عن مطالباته التي لم تثمر والمسئول الذي لم يؤدي واجبه ويركم همومه على حائط سبب ويطلق آهته وتذمره ، لكنه لا يفكر كيف سيتغير الوضع .. القضيّة ليست في تغيير المسؤول بل تبدأ فيك أنت أيها المواطن ، قد تقول ان تأثيرك كمواطن يقارب الصفر واقول صحيح ، قد تقول لا اُعتَبر الرقيب على الخدمات بحكم البيوقراطية المتبعة ، واقول لك صحيح ذلك ، قد تقول ان المسئول مُصَدَّق ومدعوم واقول لك ايضاً ذلك صحيح، ورغم ذلك فالمواطن هو ضلع أساسي ويفرض التغيير الذي يريده متى استعاد وضعه الطبيعي في العملية، في الزيارات التفقدية والتي يغلب عليها الطابع التشريفي اكثر من الهدف ، من يلقي كلمة المواطن؟ من يختاره ومن يقرر له ما يقوله وما لا يقوله مايجب وما لا يجب؟ هل هو مواطن يتلمس هموم الناس وحاجاتهم ويتواصل معهم ليترجم همومهم ؟ أم انه مفروض من قبل المسئولين وما يقوله يلبي حاجة المسئول اكثر من حاجة المواطن ؟ هنا حق يتخلى عنه المواطن بسلبية ويترك كل يتحدث باسمه دون ان يكون له أثر ولهمومه تأثير ،تلك الزيارات والتي من المفترض أنها تقف على ما تم تقديمه من خدمات وجوانب النقص او القصور وعلى الأعيان والشيوخ ومن يمثل المواطن ان يُفعِّلوا دورهم في عكس نبض المواطن للمسئول وفي حالة سلبيتهم ونمطيتهم فهناك حلول بالعرائض الجماعية ، لا تستمع لأولئك الذين يثبطون أي جهد بقولهم أن هذه الطريق لا تجدي وان فلان طالب ولم يثمر وان فلان لم يجد اذنا مصغية فمتى اتحد المجتمع وطالب بحقوقه لن يستطيع أحد تجاهلهم . المواطن الذي لا يفعل دوره في عملية التنمية هو أول الخاسرين ويترك الجو للفساد ، لن تكسب المسئول الذي سيتغير في أي وقت بمنافقته وبمصادرة حقوق الآخرين بل ستكسبه حين تنصفه وتساعده على النهوض بخدمات مجتمعك فصمتك وعدم قيامك بدورك هو أهم أسباب تردي الخدمات ، فلنتوقف عن التذمر والتراشق بالخطأ وتصديره ولنبدأ معا منظومة المواطن والمسئول للوصول لمستوى افضل ، ومتى اختلت هذه المنظومة أو تخلى أحد أطرافها عن دوره فالنتيجة تذمر بلا تنمية وفساد بلا رقيب. 1