بالشعارات الرنانة والعبارات المنمقة والوعود البراقة تفتتح وزارة التربية كالعادة عامها الدراسي وكالعادة ايضاً وبكل أسى لاشي على الارض مما ذكر في تلك الشعارات على أرض الواقع ؟ فالمدارس المستأجرة لازلت تلقي بظلالها الوارف على مستقبل أبنائنا وبناتنا فالمطبخ فصل دراسي والمقلط غرفة المختبر ووسائل سلامة تكاد تكون معدومة حتى أبوابها وشبابيكها الحديدية تتأبط الشر. والمدارس الحكومية هي الأخرى ليست بأفضل حالاً خاصة تلك المنفذة في أطراف الوطن بعقود الباطن وبأسلوب نقش الماء ودهن الهواء فقد بدأت تتداعى تحت زخات النسيم العليل معربة عن أسفها وحزنها الكامن بتشققاتها الغائرة في جبين التعليم والمعلمين وهم من هم في منظومة التربية والتعليم لا يزالون محلك سر تحت أنقاض انصبة الحصص العالية واعداد الطلاب الكاثرة المتزاحمة وسياط المنهج البعيد كل البعد عن إمكانات الحال وتجهيزات المدارس ولا دورات عالية المستوى في الميدان لتأهيلهم أعني دورات حقيقية ممنهجة ومحكمة وذات أثر معنوي ومادي ولا تجديد كذلك في حياتهم الوظيفية ولا حوافز تشجيعية حتى مكافئه نهاية خدمتهم وهي المكافئة المادية الوحيدة في مشوارهم الوظيفي أكتشف الممخططون اصحاب المكاتب المكيفة أن معلمينا ومعلماتنا لا يستحقونها مع أني أعرف طلباً كرموا معلميهم بأسلوب القطة أفضل من تكريم الوزارة لهم. لكنني أعتقد أن الوزارة حققت نقلة نوعية في طباعة المقررات الجديدة وعجزت تماما عن توفير الامكانات والوسائل الحديثة لتحقيق أهداف المنهج المدرسيي بل أن بعض المقرران تكاد تكون بلا ثمرة مثل مقرر اللغة الانجليزية والذي يتخرج طلاب وطالبات التعليم العام من بين يديه ومن تحته فاغرين عاجزين عن التعبير والتخاطب بهذه اللغة ليخسروا في قادم ايامهم عند ابتعاثهم مثلاً سنوات من عمرهم لدراسة هذه اللغة من جديد أما الطالب والطالبة فلا يزالون يجبرون جبراً على التوجه إلى السجون المدرسية ذات الأسوار العالية والتعليم الرأسي في اتجاه واحد ومع ذلك يحشرون حشراً في "زنابيل" صفية مكتظة وواقع يجرهم إلى الخلف بدلاً من تفتيح المدارك وتوسيع الأفق وسط تجهيزات مقصفيه وغذائية في غاية البؤس حتى نظافة المدارس اضحت هي الأخرى ذكرى من الماضي بعد أن خصخصة نظافة المدارس لتوفير رواتب الفراشين على ما يبدوا فألغيت وظيفة الفراش واستبدلت بعقد نظافة وخلط الحابل بالنابل وضاعت أموال الدولة وأورث أبنائؤا العفن في مراحيض قذرة ووسط حشرات زاحفة وأصبحت المدرسة شر قدوة يحتذون بها في نظافة ونظام بيئتهم وقلتها وأقولها الآن من يكذبني فليزر مدرسة ابنه ويعرج على فصولها ودورات مياهها. إلى متى يا وزارة التربية تقولين مالا تقدرين على تحقيقه وتعدين بما لا تستطيعين صحيح انك بذلت ولازلت تبذلين وتحاولين لكننا نرجوك ألا تعلقينا بآمال وأحلام واهية وانتم يا مسؤولو وزارة التربية والتعليم نحن في الميدان نرى ونلاحظ وندرك. 1