لنا نحن المسلمين مع التاريخ قصص لا تنسى بعضها مجرد تذكرها يطوح بك بعيداً إلى حيث الأمجاد والبطولات ولكن بعضها يلقي بك إلى هوة الألم السحيق , كثيرون هم الذين يدركون هول فاجعة فقد الاندلس وسقوطها بيد الاسبان لكن القلة منا يعرف ان لنا فاجعة لا تقل عن فداحة فقد الاندلس تلك هي فقد الهند ؟ نعم الهند كانت مملكة إسلامية ترفرف عليها رايات العز والمجد وفيها شيدنا حاضرة كانت هامة زمانها وبقي منها آثار لازلت الى اليوم أُعجوبة الدنيا وما تاج محل تلك الاعجوبة الفنية الا شاهدة على عمق هذه الحضارة إتقانا وإنسانية , فكيف سقطت هذه المملكة المترامية الاطراف بيد الأنجلو سكسون؟ سأعود معكم لدفاتر التاريخ لأنبش رفات أمة فقدت عزها في أرضها لعلها تفيق وتحرص على ما تبقى . بدأت قصة دخول الإسلام إلى الهند على يد القائد المسلم محمد بن القاسم (ابن الطائف) ثم تلاه الملك الافغاني المسلم محمد الغزنوي وجاء حفيد تيمور لنك القائد المغولي المسلم (بابر) ليكمل ما تبقى من تحرير الارض الهندية لترتفع عليها رايات الاسلام العظيم تلك الرايات التي ظلت ترفرف فوق هامتها (800)عام الى أن جاء السفير الانجليزي هوكنز عام 1606م إلى الملك العظيم العادل العالم (أورانغ زيب) مقدماً كل الخضوع مستخذياً سائلاً هيبة الملك أن يسمح لهم أن يفتتحوا مستودعاً (دكاناً) في ميناء سورت بمقاطعة كجرات فلم يرى الملك بأساً في ذلك فوافق ثم ظل الانجليز يتنظرون الفرصة ليكشروا عن أنيابهم سكتوا خاسئين سنوات حتى توفي الملك المهاب (أورانغ زيب) وخلفه فتية مهازيل تخاصموا وتقاطعوا وتفككوا فضاعوا وضيعوا ذلك لأن هذا الدكان تحول الى شركة الهند الشرقية وفتح لها الانجليز فروعا في كافة اقطار الهند ثم اصبحت هذه الشركة لجان إحصاء واستطلاع ثم جمعيات للتجسس ثم صارت قلاع حرب وطوقوا البلاد فلم تأت سنة 1832م حتى أيقنت هذه الشركة أن أياً من هذه الحكومات الهزلية المتناحرة تستطيع ان تقف في وجهها . فرفعت النقاب عن وجه الاستعمار وباشرت في حكم بعض المقاطعات مباشرة ولم يمض ربع قرن بعد ذلك إلا وقد سيطرت على بلاد المسلمين جميعا وراحت تسومهم سوء العذاب وقربت إليها الهندوس , وكان يكفي أن يقول الهندوسي للإنجليزي: هذا مسلم ليعلقوا المسلم على أقرب شجرة شنقاً . هذه قصتنا في تلك البلاد وهذه آفتنا الدائمة مع التشرذم ,والاختلاف الذي كبدنا في ما مضى خسائر ليس أقلها الاندلس والهند ؛ فهل ستنبه أم سيظل هذا المرض ينخر في جسد الأُمة ليقضي علينا ؟! يارب لطفك . 1 [email protected]