كثيراً ما تجتاحني رغبة جامحة بالتغيير والخروج من ذلك الطوق الذي يأسرني ، وشعور بعدم الرضا ، قد أكون فيه منصفاً وقد لا أكون ، طمعاً وبحثاً عن الأفضل والأجدى والأنفع وعن ما يجلب المنفعة لأمورنا الدنيوية والأخروية . فما أود أن أفعله بتلك الجمجمة المتمترسة فوق جسدي أن أعيد فيها صياغة و ترتيب الذاكرة وبشكل آخر يختلف عن تلك التي صنعتها السنوات العجاف ، وأملئ المساحات الجوفاء ، وأصلح الثقوب والندوب ، وما أحدثه الزمن من شروخ ، وأزيل عنها ما علق من شوائب في محطات العمر المتهالكة . ما أريد فعله أن أسخر كل قدراتها العقلية والفكرية في سبيل ما هو يستحق فعلاً أن نجهدها من أجله ، لا في سبيل أن نشغلها في أمور الرعاع ، علي أن أعيد ترتيبها حقاً ، ولا أتهاون فيها فهي نعمة من الرب وهبها لنا وميزنا بها عن سائر الخلق ، فلماذا تهدر عبثاً طاقاتها ؟ أهكذا تؤخذ الأمور جزافاً ؟ وتسيرنا الخطى فيها دون بلوغ المرام . فالعقل نعمة عظيمة لا تعدلها أي نعمة ، فبالعقل ندرك الأشياء من حولنا ونميزها ، وبالعقل نشعل منارات الفكر لنهتدي بها إذا ظللنا الطريق ، والعقل جزء من الجسد لذا يتوجب علينا أن نشعره بالإنتماء والمشاركه . لا أود أن أطيل عليكم في الحديث عن تلك المرحلة التي سأخوض غمارها لأن جمجمتي لم تستكمل مرحلة التغيير بعد. 1