إن الزائر للقطاع الجبلي لابد أن يمر بمحافظة العيدابي كونها البوابة الرئيسية لهذا القطاع الحيوي في قيمته الطبيعية والبشرية ,لذا كان المأمول أن تعكس تلك الأهمية التي تتبوؤها سيما وأن أمير المنطقة حفظه الله ما فتئ في كل اجتماع لمجلس المنطقة من التنبيه على ضرورة الاهتمام بها والعمل على تطويرها من أجل أن تصبح بوابة تليق بهذا القطاع الذي يحوي بين جنباته جميع مقومات السياحة التي ستكون مصدر جذب للسياح من داخل وخارج المملكة ولكن وبكل أسف نجد أن هذه المحافظة مهمشة لدرجة أنها تعتبر المحافظة الوحيدة التي لايوجد لها ممثل في مجلس المنطقة ينافح من أجلها ويوصل صوتها وينقل ملفات معاناتها ويضع المسئولين في الصورة الحقيقة التي يبدو أنها لم تصل إلى المسئول الأول في المنطقة بالواقع والحقيقة التي هي عليه حتى يتم محاسبة كل من تسبب في هذا الإهمال والتقصير الواضح الذي لحق بهذه المحافظة والنسيان المقصود أو غير المقصود الذي لا تزال تتجرع علقمه و نتائجه. فلازالت أعراض هذا الإهمال يفتك بجسدها المنهك النحيل لشدة وطأة المعاناة مع أنها لم تأل جهدا في إطلاق صرخات استغاثة متكررة في مناسبات عدة ولكن دون جدوى كل همها أن تجد أذن تصغي لها لتسرد معاناتها وتضع ملفها على مكتب الطبيب ربما في حال عدم جدوى العقاقير يتم التدخل الجراحي لاستئصال الأورام السرطانية التي ضاعفت من معاناتها بل ربما حاولت قطع الأكسجين عنها في أحيانا عدة . ولكي نشخص الداء لابد من أن نغوص قليلاً في الأعماق لنسلط الضوء على مواطن ومفاصل المعاناة التي تتمثل في جوانب عدة ولكن ما يهمني هو الإشارة إلى أبرزها (وحسبنا من القلادة ما أحاط بالعنق) ويأتي في مقدمتها الخدمات البلدية التي يعتريها الضعف والعوار و لا ترقى إلى رضا المواطن حيث تحولت البلدية من مؤسسة خدمية إلى سيف مسلط على رقاب المواطنين عبر سن أنظمة عقابية مخالفة للوائح من أجل تكبيل هذا المواطن حتى يذعن ويستجيب لما تمليه عليه من أوامر مجحفة بحقه ,متناسية هدفها السامي والنبيل الذي أنشأت من أجله وهو المساهمة في التنمية وخدمة المواطن وتذليل ماقد يعترضه من عقبات وتكريس الجهود للتحسين والتجويد . ولكن للأسف نجد مشاريعها التي نفذت حتى الآن مخيبة للآمال بل لاأبالغ إن قلت أنه حتى اللحظة لاتوجد لبلدية العيدابي أي بصمة على الواقع سوى تلك المشاريع التي توفيت سريرياً بعد ولادتها مباشرة ولا ادل على ذلك إلا مشروع السفلته لشوارع الأحياء الداخلية للمحافظة والتي ما إن فرغت الشركة المنفذة من عملها إلا وبدأ الإسفلت يتكسر ويتلاشى بمجرد مرور السيارات عليه أوهطول الأمطار لتبدأ المعاناة من جديد ويبدأ سيناريو الحفريات والمستنقعات يفرض إيقاعه من جديد بما تشكله من خطر على صحة وسلامة المواطنين وتبدأ الشوارع تغرق في المياه المتسربة من التمديدات التي تم السفلته عليها دون صيانة وهذا يدل على مدى التخطيط الجيد الذي تنتهجه بلدية العيدابي والمتمثل في إسناد هذه المشاريع إلى شركات ذات كفاءة عالية تستطيع تنفيذ هذه المشروعات العملاقة في (إعتماداتها المالية) وفق أعلى معايير الجودة التي تتمتع بها (هذه الشركات )حيث وفق مسئولو البلدية في اختيارها لتنفيذ تلك المشاريع. أما فيما يخص التشجير فقد تم جلب عدد كبير من النخيل في البداية للشارع الرئيسي ولكن نتيجة للإهمال أدى ذلك إلى تلفها كلها وبعد ذلك تم جلب كمية أخرى بديلة لتواري سوءة الشارع العام الذي تعرى نتيجة تلك (الصفقة البائسة ) إذاً من المسئول عن هذا الهدر الهائل في المال العام ؟ وفيما يخص النظافة فحدث ولا حرج فعندما تتوغل قليلاً داخل الأحياء تجد مناظر مزرية من تراكم للنفايات وتناثرها حيث تبقى على ذلك الحال لأيام عدة ماعدا( الشارع العام) فهناك اهتمام ملحوظ وشبه يومي بنظافته ربما من أجل اتقاء غضبة المسؤول. 1