الإنسان اجتماعيٌ بطبيعته)كثيراً ما نقرأ هذه العبارة أثناء قراءتنا في الكتب ذات الطابع النفسي أو الإجتماعي وهنا يتبادر إلى فهمي المتواضع لهذه العبارة أن للمجتمع دوره الهام في صناعة الفرد نفسياً واجتماعياً وحتى شكلياً بل إن ذلك يشمل حتى اكتساب اللغات ففي بعض المجتمعات المتعددة اللغات نجد الأفراد قد اكتسبوا لغاتٍ مختلفة نتيجةً لتفاعلهم مع مجتمعاتهم . والمتأمل لهذا الدور الفاعل للمجتمع سيستنتج بما لا شك فيه أن للبيئة الاجتماعية أهمية عظمى في تو جيه سلوك الأفراد وبالأخص النشأ الذين هم مستقبل الامة و ونهضة البلد . في هذا الزمن ومع هذ التقدم المضطرد للقنية والتوسع اللا محدود في عالم الانترنت وظهور مواقع وأجهزة "التواصل الاجتماعي" بهذا المسمى الظاهر الذي يبعث على الراحة النفسية بينما حقيقة ذلك أنه كتلك الجمرة التي تبدو من الخارج ك تمرة , وما أن نتذوقها حتى تحرق ما تصل إليه . فأصبحنا في هذه الايام في محاولاتنا المتكرره والمتعبه أن نوجه سلوك أبنائنا وبناتنا ونرشدهم إلى المجتمع المناسب الذي تتوفر فيه القدوة الحسنة كمن يجدف عكس التيار أي أننا شبه عاجزين أمام توسع وانتشار هذه المواقع التي تنقل الفرد وهو بين ظهرانيّ أهله وذويه إلى مجتمع آخر لا ضوابط أخلاقية وحواجز فكرية فيه كما تجعله يبتعد عن طبيعته التي يكون فيها اجتماعياً فاعلاً و متفاعلاً مع مجتمع حقيقي واقعيٍ وملموس تضبطه وتقننه القيم والعادات السليمة خلقاً و ديناً. الجدير بالذكر اننا لم نر إلى الآن في هذه المواقع أي تنقية من مفسدات الأخلاق ولا أظننا سنرى إلا انفجاراً أوسع في هذا الانفتاح الذي أصبح لا يمكن إيقافه فبدأ الشباب ينطوون على أنفسم ويبعدون عن مجتمعهم الأصلي مكونين أو منضمين إلى مجتمعات وهميةٍ مليئة بكل ما يتم منعهم منه في واقع حياتهم . فكم من شابٍ أو شابةٍ يجلس مع أسرته في امسيةٍ وليس لهم منه أو منها إلا الجسد وعينه وقلبه و تفكيره في شاشة هاتفه أو كمبيوتره المحمول . فإلى اين المسير أو الانحدار !؟ ألن نضع نضع حداً لمثل هذا (التنافر الاجتماعي) الذي يزداد يوماً بعد يوم !؟ فالنتذكر قوله صلى الله عليه وسلم : ( الإثم ما حاك في نفسك و كرهت أن يطلع عليه الناس )فمتى أخفى الأبناء وكرهوا أن يطلع أحد على ما هم عليه ,عندها يجب أن نقلق ونتحرك لأن هناك إثمٌ يقترف . 1