عندما يبادرك أحد الباعه بقوله لك : ( لو كان غيرك لما أعطيته بتلك القيمه ) مشيراً إلى انه يعاملك معاملة خاصة ، وأنك حالة إستثنائية ، مبدياً تعاطفه معك وكأنه على علم ودراية بما تحتويه تلك البطاقة الممغنطة متخطياً لأرقامها السريه وكاشفاً لفقرها المدقع فتتراقص فرحاً ، وتتملكك الأريحية التامة ، وتنتابك سعادة غامره لأنك حظيت بما لم يحظى به سواك ، سعادة تكاد تنسيك حدود إمكانياتك ، ولم تأخذ بعين الإعتبار بأن هذه لم تكن سوى معزوفه موسيقيه يعزف على أوتارها ذاك البائع ليقلب ظهر المجن فيحيل رقصك وفرحك وأريحيتك إلى تراجيديا مصحوبة بترانيم الأسى لأن ماحصل ليس في حدود المعقول ولا المأمول وفي نهاية المطاف وقبل أن تحملك الخطى خارجاً تتردد على مسامعك تلك الكلمات لشخص آخر فتكتشف يقيناً أنك لست سوى لقمة سائغة. 5