التعميم في الأوصاف و الأحكام سمةُ الجاهلين, لذلك وللحق فليس كل أصحاب المعالي ينسون أسماءهم ولكن البعض منهم فقط . طغيان اللقب و المنصب على ذات المسؤول و أصيل طباعه يشبه تماماً حالة الفناء الذاتي لدى غلاة المتصوفة. و معاليه لشدة فناء ذاته في صفته و مرتبته الوظيفية استيقظ وهو يحاول جاهداً أن يتذكر اسمه ليجد ابنه يقول له :صباح الخير معاليكم , ثم ليحمل سائقه الخاص حقيبته و هو يقول له تفضل يا صاحب المعالي , و طوال الطريق و هو يحاول تذكر اسم معاليه بلا جدوى . فقال لعل أحداً من الموظفين أو المراجعين يذكر اسمي , و لكن للأسف لمعاليه هيبة المنصب و المرتبة الوظيفية فكل الذين يقابلهم يرددون دائماً معاليكم , يا معالي المدير , يا صاحب المعالي . عندها سأل معاليه نفسه : تُرى هل الجميع نسي اسمي أم تراهم يريدون أن تستمر معاناتي ؟؟؟ معاليه قلّبَ كل الأوراق التي أمامه لعله يجد اسمه فيها , لابد و أن اسمه موجود بها فهو في النهاية مواطن .فإذا بها جميعاً لا تحمل إلا معالي مدير ..... وفقه الله.عندها سأل نفسه : هل كل أصدقائي أصحاب المعالي نسوا أسماءهم مثلي ؟؟؟هل يا تُرى يتعذبون مثلي ليتذكروا أسماءهم ؟؟؟ عزيزي صاحب المعالي لكي تتذكر اسمك و تعرف حقيقة ذاتك عليك أن تسأل وطنك ثم من وضعت لخدمتهم و هم أبناؤه فهم وحدهم من يعرف اسمك و من سيذكرك بعد أن تفارق منصب المسؤولية بالخير أو الشر . 5