حينما تتجول في محافظة الحُرّث سواء في الماضي او الحاضر لا شك بانك ستدرك بان هناك نقص في الكثير من الخدمات التي يحتاج إليها اهالي محافظة الحُرّث ، وقد يتبادر إلى الأذهان بان سبب عدم توفير تلك الخدمات هي الجهات المعنية بتوفيرها ، ولكن دعونا نفترض بان مشايخ القبائل في محافظة الحُرث إجتمعوا في احد الأيام وقرروا رفع طلبات بكل ماينقص المحافظة من خدمات هامة يحتاج إليها أفراد قبائلهم ، وإتجهوا مع بعضهم او حتى افراداً بتلك الطلبات من اجل محافظتهم وافراد قبائلهم على الجهات المسئولة ، ثم تابعوا تلك المعاملات بإهتمام وخطابات إلحاقية في حالة تأخير الرد على خطاباتهم ، بل دعونا نفترض بان خطاباتهم لم تحصل على تجاوب من قبل مسئولي الجهات الحكومية في المنطقة فإتجهوا مباشرة لأمير المنطقة بذلك الخصوص حتى لو وصل بهم الأمر للوصول والمتابعة مع خادم الحرمين الشريفين واثبتوا بان محافظتهم وقبائلهم هي اولى إهتماماتهم وليس غير ذلك ... فهل تعتقد بمثل ذلك سيظل الأمر على ماهو عليه الان في محافظة الحرث التي تفتقد حتى للبنية التحتية ؟ ربما كان سيستمر الوضع على ماهو عليه وستظل نفس المشكلة خاصة وأن الشيخة تتوارث في بيت واحد للصالح والطالح من أبناء شيخ القبيلة حيث يستلم الإبن الشيخة من بعد أبيه وفي اغلب الظنون بأنه سيستمر على نهج والده بعدم الإهتمام بالقبيلة وإحتياجاتها ، ولا يفكر بغير جمع المال والاراضي بل ليت الأمر يقف بالبعض عند ذلك الحد بل ستجد البعض منهم يسعي وراء أمور لا تليق به كشيخ قبيلة حتى تتشوّه صورته وسمعته بين افراد قبيلته وتصبح شخصيته ومكانته لا تتعدى الختم على ورقة ، وتقل بذلك اهميته في حل الكثير من القضايا الخاصة والهامة لأفراد قبيلته ، هذا إن لم يتسبب هو شخصياً في عمل العداوات والحواجز بينه وبين افراد قبيلته للأسف ، بل وقد تهتز مع ذلك حتى سمعة ومكانة القبيلة للأسف ..!! لذلك أعتقد بان الأمر قد إتضح مع فترة النزوح التي واجهتها قبائل محافظة الحُرّث وما تعرضوا له من ازمة في السكن والكثير من المتاعب بسبب ذلك الشيخ الذي نزح قبل أفراد قبيلته وقام بتأمين نفسه واهل بيته قبل تامين أومتابعة أفراد قبيلته وبالطبع ذلك بكل اسف أعطى صورة سيئة عن ذلك الشيخ ، بالإضافة إلى ان البعض منهم أثبت بانه غير قادرعلى المساهمة في التخفيف والوقوف مع قبيلته حتى في اسوا ظرف يمرّ بهم ، وكل ذلك كان بمثابة النذير والجرس الذي نبه الجميع وتسبب في صحوة الكثير من افراد تلك القبائل وخاصة بان مشايخهم لم يستطيعوا حتى المساهمة والسعي بالطرق الحضارية من اجل حفظ حقوقهم والقيام بدور القائد المناسب. قد لا اكون بحاجة للمقارنة بين مشايخ اليوم ومشايخ الأمس لأن الصغير منّا يدرك ذلك وللأسف الفرق سيذكر في كل الأمور ، بل حتى لا يكون الواقع هنا سلبي وضيق للغاية من اجل البحث عن مقتبسات لي هنا فساقول شكراً لكم أيها المشايخ وانتم بالفعل قدمتم ماتستطيعوا تقديمه وكما يقال " الجود من الموجود " ويكفي أن اغلبكم من نسل مشايخ نفتخر بهم دائما ، ولكننا في زمن قد يحتاج إلى صنف آخر من المشايخ وأنتم لم تقصروا بقصد ولكنكم ربما تستخدموا طرق وأساليب للشيخة لا تتناسب مع عصر " طال عُمرك " . ربما قد يكون هذا هو الوقت المناسب كي تنتهي عادة توريث الشيخة للأبناء وتعطى لمن هو كفء لها ، لأنه ليس من المؤكد ان يكون إبن الشيخ افضل منه وخاصة في هذا الزمن إلا في " نوادر جحا " وجحا قد مات ، حيث الأمر متعلق بزعامة رجال مثل رجال قبائل الحُرّث العريقة التي - كان - يُضرب المثل بمشايخها ومواقفهم ، ولهذا لا بد ان يكون شيخ القبيلة من إختيار افراد القلبية نفسها على أن يحمل صفات الشيخ والرجل الحكيم والمتعلم والجريء وصاحب الراي السديد والأخلاق الحميدة المستمدة من تعاليم ديننا لأي قائد جماعة ، بالإضافة إلى كونه حريص على علاقاته الإجتماعية وغيرها وعلى تواصل مباشر بقيادتنا من أجل قبيلته لا من اجل مصالحه الشخصية وذلك من خلال البحث معهم لكل ما تحتاجه قبيلته . 5