أصبحت البطالة ظاهرة تقف عائقا أمام أحلام الخريجين المتكدسين وتحتاج إلى حلول سريعة مبتكرة تساهم في التقليل من هذه الظاهرة وتعالجها وتحد من تكرارها وحيث أن البطالة مشكلة لا نعاني منها نحن فقط بل تعاني منها أكثر الدول الأوروبية ودول العالم المتقدم وهذا في حد ذاته لا يعني انه لا يوجد حلول لهذه المشكلة وبما أن كثرة العاطلين تساهم في التدهور الاقتصادي لأي بلد وذلك لأنه ومع وجود العاطلين وعدم حوزتهم لأموال تقل حركة البيع والشراء في البلد وتقل السيولة المالية وبذلك يقل نماء الدولة اقتصاديا ومن هنا يجب أن يساهم الجميع في إيجاد حلول لهذه المعضلة لدينا تعليم حصته من الميزانة هي الأضخم في الشرق الأوسط , ولكنه غير قادر على تطوير نفسه يحمل في طياته أسلوب التلقين وينمي مهارات الحفظ لدى الطلاب حتى أصبح الطالب عند خروجه من الاختبار ينسى كل ما درس ليس العيب فيه ولكن طرق التدريس لدينا التي أهملت الجانب العملي والمهني والممارسة وفن إيصال المعلومة بطرق مختلفة كورش العمل وتفعيل دور البحث العلمي وقلة الجانب التدريبي المكثف إثناء الدراسة مما أدى إلى وجود خريجين بأعداد كبيرة غير قادرين على العمل في غير القطاع العام الحكومي وحيث أن القطاع الخاص لدينا لديه فرص عمل كثيرة ولكن الخريجين لدينا قد يفشلون في المقابلة الشخصية الأولى أو في اختبار القبول لدى هذه المؤسسات لأن نتاج التعليم التلقيني لدينا مازال يحتاج إلى خطوات كبيرة ليصلح من واقعه المؤسف ولذلك تجد لدى المتعلمين لدينا عدم الثقة بأنفسهم وبنتاج التعليم واكبر دليل على ذلك فشل الكثير من المعلمين في اجتياز اختبار القدرات أو القياس للوظائف التعليمية فالتعليم لا يقاس بحجم ميزانيته ولكن بجودة مخرجاته. بينما تسعى حكومة خادم الحرمين الشريفين لتوظيف الشباب ومساعدتهم على التغلب على البطالة فقد قامت إلى الآن بتوظيف عدد كبير من الشباب بمجهودات جبارة نالت رضا الأكثرية من الشعب ولكن بعد ست سنوات من الآن سيكون لدينا الآلاف من الخريجين الذين لاشك بحاجة لوظائف , وستتراكم أعداد الخريجين وتشكل مستقبلاً عائقاً تنموياً من العاطلين ,أضف إلى ذلك آلاف من المبتعثين الذين سيعودون إلى وطنهم دون الحصول على وظائف تلائم تخصصاتهم وذلك يكشف الخلل الكبير في التخطيط الاستراتيجي للاستفاده من هذه الكوادر في سوق العمل. والحل من وجهة نظري المتواضعة هو أن يستطيع رجال التعليم وخبرائه تجنب الأخطاء السابقة في العملية التعليمية واستحداث أقسام تلائم سوق العمل والبدء من حيث انتهى الآخرون في الدول المتقدمة في مجال التعليم وجلب الخبرات لمعالجة الوضع التعليمي الراهن مع التنسيق مع القطاع الخاص في عملية التوظيف وفرض قوانين على القطاع الخاص تضمن للموظفين السعوديين حياة يستحقها هذا الشعب العظيم. همسة امة محمد صلى الله عليها وسلم بدأت دستورها بكلمة اقرأ وساد الخير والنماء فهل لنا أن نهتم بهذه الكلمة ونعطيها جل اهتمامنا [email protected] 0565636739