أذكر لكم بأنه وفي سنة من السنوات الماضية والتي كانت مزامنة مع تسلم سمو الأمير محمد بن ناصر بن عبد العزيز يحفظه الله مقاليد إمارة منطقة جازان في ذاك الوقت , فقد كنت مسافرا برا وفي طريقي إلى منطقة أخرى قريبة من منطقة جازان وفي تلك الأثناء كنت قد قابلت أحد الشيوخ المسنين فأركبته معي لأوصله إلى حيث مسكنه الذي يقع في خط سيري فأخذ بنا الحديث معا ليسألني هو .. من أين أنت أيها الولد الطيب ؟ وما هو أصلك ؟ فقلت له بأنني من صبيا في منطقة جازان وأصلي منها ومن آل فلان , فقال لي والنعم فيكم وفي أصلكم الطيب وفي أهل جازان الرجال والأوفياء الطيبين والمخلصين ... ليختم ويختصر أيضا بقوله بأنه : قد رحل من عندكم محمد وقدم إليكم محمد , الاسم واحد ولكن أفعالهم تختلف ... فقلت له وماذا تقصد بذلك أيها الشيخ ؟ ومع الأسف لم يجب وبقي صامتا إلى أن أوصلته إلى مسكنه , ومرت السنوات وتذكرت تلك القصة الآن حيث عادت بي الذاكرة إلى الخلف وفي خلال هذه الأيام وحينما أركبت أيضا أحد الشيوخ المسنين وذلك أثناء عودتي إلى منطقة جازان من إحدى المناطق المجاورة لها فسألني هذا الشيخ المسن بنفس ما قد سألت به من قبل وقد جاوبته أيضا بنفس ما قد جاوبته من قبل للشيخ المسن الذي أركبته معي قبل سنوات ماضية .. إلا أن حديث أو كلام هذا الشيخ المسن قد أختلف تماما هذه المرة عن حديث أو كلام الشيخ المسن الذي كان قد سبقه حيث أطال في حديثه معي وقال : أميركم محمد ما في مثله ... فأميركم له الفضل بعد الله في إظهاركم على أرقى رقي , ورفع من شأنكم وقيمتكم , وأغلاكم فقدرتموه وأحببتموه فقدركم وأحبكم بالمثل وقد حافظ عليكم . أميركم محمد .. هو الذي بعد الله قد خطط وثابر وتعب ثم زرع بالأمس وحصد , وجازان من يشاهدها اليوم هي من محصلته ومن أكبر إنجازاته التاريخية والتي أولاها بعد الله بعنايته واهتماماته . أميركم محمد .. هو الذي بعد الله جعل جازان اليوم تختلف تماما عن جازان من ذي قبل فأنتم قد كنتم أهل الأصل والكرم والشعر والأدب والتراث والفن فحافظتم على مقدراتكم وحاربتم وصبرتم بل وضحيتم من أجل ذلك ( وعلى نياتكم ترزقون ) إلى أن أرسل الله لكم ورزقكم بأمير مثلكم صاحب مجد وأصل وتاريخ , كريم ووفي محب وطيب ومخلص لكم . أميركم محمد ما في مثله .. لا في ماضي جازان ولا حتى في حاضرها فادعوا له بأن يمد الله له بطول العمر وبالصحة والعافية والسلامة وبأن يبقيه وأن يحفظه لكم , وهذه قصة الشيخ المسن مقارنة مع من سبقه أو كان قبله لأقول أنا معهم أيضا وأجزم بأن أميرنا محمد فعلا ما في مثله .