سأكتب وحتماً لن أراعي مشاعر كل قارئ ينظر لمحتوى الموضوع بحسرة ولكن هذه الحقيقة هي المرة التي ستهين شعب بأكمله وليس فئة من مجتمع هم فقط المعنيون بهذا ، المٌتأمل والقارئ لأحدّاث الحد الجنوبي يرى أن الحٌكومة السعودية كان تَحرٌكها لأجل حماية حدودها من أي أطْرّاف تسول لهم أنفسهم مساس شبر من أراضيها ولم يلتفت العالم بأسره لنداءات المٌرجفين الذينّ كانوا يصورن تعدي الحٌكومة السعودية عليهم ، وما كان من سٌكان تِلك القرى الحدودية سوى الانصياع للقرارات السامية بترك أراضيهم وإخلاءها لحٌماة الوطن وهٌم بهذا سطروا حقيقة الولاء والسمع والطاعة ، خلاصة الموضوع شعر كل مواطن سعودي وفي لهذا الكيّان وصَادق في انتماءهِ بالاعتزاز حينها وهم يرون جيشهم المعطاء يدافع عن حياض الوطن ببسالة ليردع تلك الشرذمة عن حدودنا ويطهر كٌل شبر ، ولتبقى عظمة الكيّان بما يحملهٌ من قٌدرة لها أن تصد أي هجوم وتتصدى لأي تعدي أياً كان ولتحفظ لأفرّاد المٌجتمع أمنهم وكرامتهم وممتلكاتهم وكل هذا يتجسد في الأرض وهي الموطن الذي ينشأ فيه كل مواطن ومن خلاله يعبر عن مواطنته للوطن . يؤلمني حقاً حقيقة الولاء الذي سطرهٌ أبناء محافظة الحٌرّث جنوب شرق مدينة جازان بأحدّاث الحد الجنوبي من سمعٍ وطاعة ، عندما أخلوا أراضيهم لقواتنا حينها كي تطهر من فئة الظلال وما هذا إلا واجب الوطن تجاه مواطنيه وحقيقة تصور عصمة الوَطن من ما قد يخل بأمنه وقيمتهِ ليبقى أبناءه ينعمون بالأمان الذي من خلاله يكفل لهم كل حقوقهم دون مساومة في ذلك أو تخاذل من شانه يزعزع حقيقة معنى الوَطن تحت مظلة بعض الرؤى الخاطئة التي سأوضحها لكم باختصار ، أنهى الجيش السعودي مهمته وأبناء الحٌرّث يترقبون العودة في أقرب وقت ممكن ليعودا لإحياء أراضيهم ودورهم ، ولكن للأسف لم تكن فرحتهم كي تعود الحياة لسابق عهدها وتتحقق حقيقة النصر ، وغنما قوبل الوفاء بجفاء عندما أعلن عن ولادة ما يسمى بالحرم الحدودي لتكون الفاجعة بنسبة لهم بمثابة الهزيمة !!! أمن أبناء محافظة الحٌرّث أن الأرض بنسبة للإنسان بمثابة العرض الذي لا يسلم به وهم لن يسلموا أراضيهم بهذه الصورة التي تسيء لهم ولآبائهم وأجدادهم الذينّ أحيوها وذادوا عنها مئات السنين لتسلم بهذه الصورة التي تسخر من رجولتهم وقيمتهم معاً ، ولن يتنكر لهذا أي إنسان ما أن أوضح لكم حقيقة هذه السخرية التي مستهم نالت منهم وأدمتهم ، تلك الأراضي التي حرموا منها بسبب ما أسموه الحرم الحدودي والذي يرون أنه هو الحل الأمثل لبعض الظوّاهر من تهريب وتسلل ، وليبقى عمل تلك اللجان مقرون فقط بالتوصيات من بعض الجهات دون مٌشاركة المواطن صاحب الشأن في ذلك كي يكون حرم برقابة تؤمن الأمان بالضبط الحقيقي لحدودهِ وقد يكون هذا جوّاب شافي لأصحاب تلك الأراضي بأن الخلل قد يكمن في طبيعة المكان والإنسان المٌقصر معاً . ولكن للأسف لم نرى طيلة السنوّات الثلاث شيء من هذا لم نلحظ سوى ازدياد تلك الظواهر السلبية وتفاقمها ، والإساءة والطامة الكبرى للوطن ولذاك الإنسان المسكين المغلوب على أمره أن أرضه خلف الشبك من المفترض أن تجول فيها الدوريات الأمنية للحفاظ عليها بعد أن طٌهرت بدماء شهداءنا ، ولتكون النتيجة خلوها من أي دورية أمنية وزدْ على هذا سكن أبناء الدولة المجاورة في مساكن المواطنين وزراعة أراضيهم ورعي ماشيتهم إلى أسوّار الشبك قرب قلب المحافظة ألا وهو مقر المحافظة ولا ننسى أن السيادة لمن هٌم في الجوّار هٌم تلك الفئة التي تسببت في كل هذا ( الحوّثة) ولم يعد لأبناء القبائل هناك سيادة إلا بموّالاتهم ( للحوثة) لأمن مكرهم ، فأي إساءة وخذلان وخيانة لحقيقة الولاء أهكذا يكون الجزاء لمن سطر عظيم السمع والطاعة والوفاء ، لتسأل يا وطني عن أطرّافك فهي تنتهك وأبناءك يرتجون إنصافك ، والنصر لم يعد نصر في أعينهم ، ولتنظر لعتبة دارهم ؟ 5