جازان تلك المنطقة التي تقبع جنوب مملكتنا الحبيبة ، جازان الحالمة ،جازان صاحبة العصمة كما اسماها الأديب الشاعر محمد العلي ، جازان الثقافة والأدب والأخلاق، جازان التي أبكت كُل من فارقها ، جازان معشوقة أمير التنمية الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز، أنها جازان التي تكُرم الضيف و تحمي حدود مملكتنا الغالية برجالها البواسل و مشايخها الشجعان وعُلمائها الأجلاء..نعم تلك هي جازان التي عانت ولعشرات السنين من سلبية الإعلام بكافة وسائله إلا أنها لم تغضب ولم تضجر، وعلى مدى تلك السنين لم يستفزها تحقيق صحفي أو خبر مغلوط أو صورة مسيئة تعمد البعض إسقاطها على جازان. برغم تلك الطيبة و الفطرة التي اتسم بها المواطن الجازاني إلا أن جازان استنفرت وشمرت عن ساقيها وساعديها ، استنفرت بشبابها وشيبانها و نسائها و مشايخها وأطفالها عندما نشرت صحيفة عكاظ يوم الجمعة 22/12/1432 ه في عددها 3806 ذلك التحقيق الذي تمنى الجميع أن يكون تحقيق يهدف إلى التوعية بأضرار تلك النبتة التي لا يختلف اثنان عن مضارها الصحية والاقتصادية والاجتماعية والتنموية في المجتمعات التي يتعاطى أفرادها هذه النبتة أو تزرع وتباع فيها . إلا أن ذلك التحقيق وما احتواه من تصريحات للدكتور سامي الحربي بقوله أن ما نسبته 70% من متعاطي نبتة القات ( مثليي الجنس) جاء مخيباً لأمال وتطلعات ورؤى القيادات الإدارية في المنطقة وللمجتمع الجازاني بكافة شرائحه خاصة أن تلك التصريحات من الحربي لم تكن مبنية على أسس أو دراسات علمية موثقة إذ طالب أبناء جازان بنشر تلك الدراسة عبر أعمدة الكتاب في ذات الصحيفة والمواقع والمنتديات الإلكترونية. فلا غرابه أن تغضب جازان خاصة وأن التحقيق لم يكن بشكل عام عن أضرار نبتة القات بل كان موجه لمنطقة جازان بصفتها وذاتها..نعم غضبت جازان فتبنى شبابها حملة مقاطعة عبر المئات من المواقع والمنتديات الإلكترونية ضد الصحيفة التي نشرت التحقيق ابتداءً من 10- محرم- 1433ه ، وغضبت جازان فطالب مشايخها وعلمائها وكتابها مقاضاة الصحيفة و الدكتور سامي الحربي على حدٍ سواء ،غضبت جازان فقام رجالاتها بالكتابة للجهات المختصة و غضبت جازان فأحرق أطفالها الصحيفة التي نشرت التحقيق تعبيراً عن رفضهم لما جاء به الدكتور سامي الحربي والذي لم يأت به الأولين .والسؤال الذي ينتظر إجابته أكثر من مليون مواطن جازاني هو: هل سيجد المواطن الجازاني الإنصاف و التهدئة من ثورة الغضب التي تتسع وتتسارع يوماً بعد يوم ..؟! 5