قال الملك الإنسان "أن ما يسوء أبناء منطقة جازان يسوء كل أبناء المملكة وأن ما يُعرف عن منطقة جازان ومواطنيها الذين شاركوا بجميع أطيافهم في تنمية المملكة لهو محل فخر وتقدير واعتزاز" حقاً لقد علت الابتسامات على محيا أبناء جازان عند سماعهم تلك الرسالة الحكيمة التي خصّت مواطني جازان من خادم الحرمين الشريفين حفظه الله وقد رفعت جازان أكفها شيوخاً ومشائخ ، رجالاً ونساء ، شيباناً وشباب بالدعاء شكراً لملك الإنسانية على تلك الكلمات القلبية الصادقة والمتابعة الشخصية الكريمة من لدنه لكُل ما يمس المواطن الجازاني بسوء. وفي المقابل شكر أهالي جازان معالي وزير الثقافة والإعلام على قرار إقالة رئيس تحرير صحيفة عكاظ السابق الأستاذ محمد التونسي بشأن اللغط الذي أحدثه تحقيق عكاظ المنشور في العدد 3806 والذي جاء فيه أن ما نسبته 70% من مواطني جازان هم من مستخدمي نبتة القات بالإضافة إلى الكثير من المعلومات المغلوطة والغير موثقة علمياً وبحثياً في ذلك التحقيق ومنها أن مستخدمي نبتة القات "مثليي الجنس"،أو أن استخدام وتعاطي تلك النبتة يتسبب في المثلية الجنسية كما فهمه البعض الآخر. والآن وبعد مضي أكثر من أسبوع على تلك القرارات التي اتخذتها مشكورة وزارة الثقافة والإعلام ممثلة في معالي الوزير الدكتور عبدالعزيز خوجة والذي وعد في تصريحه أن هناك إجراءات لاحقة ستقوم بها وزارة الثقافة والإعلام تتبع قرار إقالة رئيس التحرير، إلا أنه حتى تاريخ كتابة هذا المقال لم نسمع باتخاذ أي إجراءات بشأن الصحيفة التي نشرت ذلك التحقيق فلا غرامات مالية رادعة ولا نشر اعتذار بحجم مساحة التحقيق حسب العرف الصحفي وحسب المادة الخامسة والثلاثون من نظام المطبوعات والنشر "على كل صحيفة نسبت إلى الغير تصريحاً غير صحيح، أو نشرت خبراً خاطئاً أن تصحح ذلك بنشره مجاناً بناءً على طلب صاحب الشأن في أول عدد يصدر بعد طلب التصحيح ويكون ذلك في المكان الذي سبق أن نشر الخبر أو التصريح فيه، أو في مكان بارز منها" وفي ظل عدم وجود تعريف محدد نسبياً لما يمكن اعتباره "مكاناً بارزاً" في الصحيفة" ويبقى التساؤل عمن يحدد بروز المكان من عدمه، مثلما يصعب إثبات أن مكان ما بارزاً أم لا. وحيث جاء في المادة بعاليه من نظام المطبوعات "بناءً على طلب صاحب الشأن" فقد رأى أصحاب الشأن في كافة محافظات ومدن وقرى وهجر جازان أن مانشرته صحيفة عكاظ من اعتذار مقتضب في مستطيل لا تتجاوز مساحته بضع سانتيات بالكاد اطلع عليها البعض غير كافي ، بينما تم إفراد صفحة كاملة لذلك التحقيق، بل ذهب البعض إلى القول أن ذلك الاعتذار الذي جاء على استحياء من قبل الصحيفة هو أكثر إساءة من التحقيق ذاته ، ويؤكد ذلك ماقام به احد المواقع الإلكترونية بالمنطقة من استطلاع رأي كان التساؤل فيه "هل الاعتذار الذي قدمته صحيفة عكاظ يكفي ...؟ " وكانت النتيجة ما نسبته 89.29% صوتوا ب "لا غير كافي" ..بينما 10.71% فقط صوتوا ب "نجده كافي" ، علماً أن ذلك الاستطلاع مازال مستمراً حتى تاريخه. ولأن الشيء بالشيء يذكر فقد نشرت إحدى الصحف الإلكترونية خبر مفاده "أن لجنة المخالفات في قضايا النشر بوزارة الثقافة والإعلام قررت تغريم صحيفة عكاظ ومدير مكتبها في إحدى المناطق 80 ألف ريال مناصفة و تقديم اعتذار لمدة أسبوع في الصحيفة ذاتها لمدير إحدى الجمعيات الخيرية". وهنا هل يحق لنا أن نسأل وبصوت مرتفع : ألا يستحق أكثر من مليون وثلاث مائة ألف هم عدد سكان منطقة جازان أن تنشر صحيفة عكاظ اعتذار بنفس مساحة التحقيق ..؟! من المؤكد أن الإجابة الشافية لذلك السؤال توجد في أروقة وزارة الثقافة والإعلام أو لعلها مخبأة في أدراج رئيس تحرير صحيفة عكاظ الحالي الدكتور هاشم عبده هاشم تنتظر متى يحين موعد ميلادها المتعسر .. هذا والله من وراء القصد