اغتيال إنسانية وبراءة أطفالنا في المنازل و المدارس شيء لا يمكن أن نعرف مدى خطورته ، إن التعنيف والعقاب البدني أمر بالغ الخطورة فكم من أسرة استخدمت هذا الأسلوب من أجل تربية ابنائها وهي لا تعلم بأنها تغتال تلك الطفولة البريئة وللأسف كم من مربي ومربية استخدموا اسلوب التهديد والسخرية واختيار ألفاظ بعيده كل البعد عن التربية الإسلامية مع طلابهم وأخص بذلك المراحل الأولية وهم لا يعلمون عواقب تصرفات يكون نتاجها أطفال متحولون إلى كيانات انهزامية مقهورة لديها قدرة غريبة على تحمل الذل والقهر والكبت دون أن تتحرك أو تقاوم بالله عليكم هل يستحق هؤلاء تحمل أمانة تربية وتعليم ابنائنا وبناء مستقبل هذه الأمة من خلال هذا الفكر التعليمي الرجعي الذى ينتمى للعصور الوسطى عصور الجهل . ووزارة التربية والتعليم تشاركهم الدور فكم من مربي في تلك المدارس لم يهيأ ولم يحصل على دورات تدريبية أو برامج تؤهله للتعامل مع تلك المرحلة العمرية . كم من قضية سمعنا بها في مجتمعنا عن العنف ضد الاطفال وبكل أشكاله من عنف جسدي أو نفسي أو جنسي أو اجتماعي وهنا تشير الدراسات والبحوث النفسية والتربوية على أن أسس بناء الشخصية تتبلور منذ السنوات المبكرة في حياة الفرد وأن القسوة والحرمان والإهمال والعنف البدني والنفسي أثناء الطفولة تكون اشد خطورة على سلوك الفرد اللاحق . إن الطفولة إذا أشبعت بشكل طبيعي فإن الطفل ينمو نمواً سليماً في كافة جوانبه الجسمية والعقلية والانفعالية والاجتماعية فالأطفال بحاجة ماسة إلى الاطمئنان النفسي والتقبل والاحترام والتقدير والحب والحنان وغرس القيم والأخلاق الحميدة وكذلك هم بحاجة لمن يكتشف قدراتهم ويوجهها التوجيه السليم و لابد للأسرة أن تمنح الطفل الفرصة في التعبير عن نفسه ليثق بنفسه وبقدراته ويتمكن من عملية التفاعل الاجتماعي بشكل مناسب. إنهم مستقبل الأمة ومشروعها الحضاري الذي لا بد من الاستثمار فيه وحيث أن الأسرة هي الحضن الأول والأهم التي تستقبل الطفل ويفترض أن تقوم على رعايته رعاية شاملة متفهمة لحاجاته الأولية والنفسية والمدرسة هي الحضن الثاني لهذا الطفل ومكملة لذلك الدور العظيم . 1